العراق تايمز:
كتبت : الكاتبة المغربية ايمان الفاضلي
توهجت في نفسي دواعي الافتخار عندما أدركت فجأة انني أنتمي لخط قيادي بطل يكتنف اسماءا تناطح عنان الوعي والثقافة، وتحمل من الاخلاق كل ما هو نفيس يصعب نواله.
اسماء رضعت من اثداء الشرف وجُبِلت على الأنفة والإقدام، وتربطها وشائج عريقة بالجسارة ورباطة الجأش عند الدفاع عن الثوابت والمقدسات.
انا تلك الفتاة المغربية التي منَّ الله عليها بالاستبصار والاهتداء للمذهب المحمدي الأصيل، لا هزني إحجام ولا فرقٌ في البوح بالمعتقد الجديد ولا أهابني الاعتراف بالجنوح والظلام الذي كنت أَعمهُ فيه.
لم يكتمل عندي بدر الولاية الا بتقليد الأحق الأجدر بالقيادة الذي عزز تلك الحماسة وعلمني أن لا أستوحش طريق الحق لقلة سالكيه.
لم يكن الطريق موحش للغاية لانني صادفت ابناء الخط البطل الذين بددوا سحاب الباطل وأماطوا حجر الأذى الموضوع عنوة في هذا الطريق وجاهدوا حق جهادهم للكشف عن وجوه المتربصين بمذهب آل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام.
علمت ان نصرة الحق ليست بالشيئ اليسير، ولا مبلغ الواهنين، وانما هي ضريبة قاسية تنال من الاسم والسمعة وتمرغ الصيت في اوحال الظالمين.
من بين هذه الاسماء التي كابدت مشقات الدفاع عن الحق وتجشمت عناء ايقاض النائمين هو سفير الشهيد الصدر ومستودع اسراره اسماعيل مصبح الوائلي ذائع الصيت والمثير للجدل..
قيل أنه مختلس وحرامي انهال على أموال البصرة، كان يمتهن سرقة النفط وراح يبدد اموال ما استحوذ عليه في لندن وامريكا وسكن افخم القصور وتنقل الى ارقى العواصم وأقام في ابهى الفنادق.
انا وكما جميع الناس صدقت الرواية فانا غريبة العراق وكان شفيعي في ذلك أن اهل مكة ادرى بشعابها وأن لا دخان بلا نار.
ولم اكن اعلم حينها أن نار الظلم أشد اشتعالا ولهيبا
كنت استنكف من ان يتواجد اسمه بين مقلدي القائد المرجع الشيخ محمد اليعقوبي، وازدري حضور اسمه في الكثير من المقالات التي خطتها انامله والتي لم أكلف نفسي قراءتها اصلا، لكنني كنت اقف مشدوهة من حضوره في كل صورة التقطت للأب الروحي لهذا الخط البطل، الشهيد محمد محمد صادق الصدر، مأخودة بحجم المسافة بين الرجلين وكأن كل واحد منهما يستنشق زفير الآخر من شدة الترابط البادي للعلن، وفي احايين اخرى أرى صورا لاسماعيل الوائلي يقف شامخا كالطود من أجل حماية الشهيد الصدر اثناء خطب الجمعة، مما أبلج في نفسي استغرابا من حجم الحملة الدعائية التي كانت ولاتزال تساق ضد هذا الرجل ، وحرك في نفسي بعض الفضول لمعرفة مدى تورطه في قضايا هجينة تستحق معاقبته بهذا الشكل، فان العقل الذي استهدى لتمييز المذهب الحق من المذهب الباطل رغم طراوته يسهل عليه تفكيك رموز هذا السر.
في الحقيقة، الأمر لم يكن سرا يستدعي كل هذه الجلبة، كل ما في الأمر انني اكتشفت كم نحن أمة سطحية وبلهاء، لا تكلف نفسها في البحث عن الدليل وتوزع التهم المجانية بلا حجة صريحة، لهذا السبب أطلنا الإقامة في المراكز الاولى للتخلف.... فطاب لنا المقام.
يقال ان الغباء ايضا موهبة، فعلا هو كذلك لأنها تستطيع أن تجعلك تفكر دون الرجوع الى عقل سليم يُحسن التدبر والتأمل، وتغدق عليه بعطلة طويلة الأمد.
كل ما في الأمر ان الرجل الذي حمل على عاتقه تبليغ الأمانة - وتنفيذ وصية الشهيد الصدر الثاني بكشف عورة الانتهازيين الذين دخلوا باب الدين من أجل دغدغة مشاعر الأمة وتجهيلها حتى تبقى قابعة في أقبية الخنوع والاستكانة وتمرير مشاريع سياسية كبيرة تنال من العراق وشعبه - وضع العصا بعجلة الخائنين والمتآمرين وأصبح بمثابة حجر عثرة في طريقهم، فكان لابد من ايجاد وسيلة لإلجامه واخراس صوته فكان الثمن هو سمعته وتلطيخ اسمه بالوحل.
ما لا يعلمه الأعم من الناس وحتى غالبية اتباع خط الشهيد الصدر و اتباع خليفته الشيخ اليعقوبي ان اسماعيل قضى حولين كاملين في غياهب السجون الايرانية عندما جاءها لفتح مكتب للشهيد الصدر و قد دفع ثمن اقدامه حياته وحياة عائلته للخطر مؤديا سعرا باهض الثمن وقد خلعت اظافره وكسرت اسنانه وتهشمت عظامه في حلقات متواصلة من التعذيب، مقابل عدم الخضوع لأوامرهم واجباره على اختلاق الأكاذيب ضد الشهيد الصدر. ولعل آثار التعذيب لم تبرحه ليومنا هذا.
لقد حذر الوائلي في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية بخطر الدواعش قبل دخولهم للعراق، كما دق ناقوس الخطر منذ سنتين تقريبا وبالضبط بشهر آب لسنة 2013، بوجود جماعات ارهابية خطيرة، تتموقع داخل الاراضي العراقية، وفضح خططها المرسومة في اجتياح مدينة الموصل، ويمكنكم مراجعة الموضوع في الرابط ادناه او على صفحة الوائلي الرسمية على الفيسبوك وبنفس التاريخ المذكور
http://www.aliraqtimes.com/ar/page/29/08/2013/15139/.html
ان الفضيع في الأمر أن هذه التنبيهات التي أطلقها الوائلي قوبلت بالاستخفاف واللامبالاة من طرف حكومة المالكي آنذاك، مما حدا ببعض الضباط المقربين لمرجعية السيستاني باخبار السيستاني عن حجم الكارثة التي ستحل على العراق لتنقذ ما يجب انقاذه من خلال التأثير على الحكومة، لعلها تحتكم، الا ان الصدمة كانت اعظم حينما اعرض الجميع عن الأمر وقرروا عدم اثارة هذا الموضوع نهائيا وكأن في الأمر اتفاقا مريبا خلف الكواليس.
وبالفعل وصلت داعش وقطعت اوصال الابرياء بلا رحمة، سفكت الدماء واغتصبت، تجبرت و سرقت ومع ذلك تم الابقاء على تحذير الوائلي مُغيَّبا.
وكيف للمرجعية العليا أن تقبل تحذيرات الوائلي وهو الذي كان قد ازاح النقاب عن الطريقة التي يتم بها تنصيب المرجعية العليا من قبل المخابرات البريطانية والتي أكدتها فيما بعد وثائق ويكيليكس المسربة.
سلسلة انا والسيستاني كتاب مفتوح اثارت الكثير من اللغط وكانت بمثابة قنبلة من العيار الثقيل نظرا لمكانتها المرموقة في تفاصيل حياة العراقيين.
وعودة لموضوع اجتياح الموصل فان بريت ماجورك، كشف في تموز الماضي على ان الحكومة الامريكية بدورها حذرت الحكومة العراقية من هجوم مرتقب يستهدف الموصل، وقال مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون العراق وإيران أنه كان على اتصال بحكومة بغداد من اجل الاتقاض للخطر القادم، وكان هذا بعد زهاء سنة من تحذيرات اسماعيل الوائلي، الا انه يُتَعمد طمر اسمه قسرا.
كل ما فهمت من الموضوع أن هناك مؤامرة كبيرة واسعة النطاق، تريد منذ أعوام النيل من العراق وشعبه، وجعله بقعة ارضية متشرذمة يشارك فيها سياسيون ورجال دين وجهات خارجية قريبة وبعيدة، وهي التي تسعى بكل قوتها تحشيد ماكينات اعلامية وجيوش الكترونية من اجل النيل من كل من سولت له نفسه كشف اوراقهم للعلن.
لقد شاءت الاقدار أن ادخل بيت هذا الرجل عندما كنت في مهمة عمل خارج المغرب، وتعرفت على اسرته الصغيرة التي كانت تحمل من الفضائل ما تبتهج به النفس ومن الشيم الحميدة ما يجعلك تتباهى بوجود أناس على قدر كبير من الاحترام.
وفي غياب للادلة التي تُجَرّم الوائلي وتنفي ضلوعه في اي سرقات لنفط البصرة علما ان هذا الاتهام يحمل قسطا كبيرا من البلادة والرعونة لان النفط كان مطوقا من طرف القوات البريطانية وليس بئر ماء فتح في وجه السقاة.
وبما اننا نتحدث عن سرقة النفط فمن الاجدر معرفة ان الوائلي كان اول من نبه لعدم وجود عدادات النفط في سرقة واضحة لخيرات البلد من طرف الاحتلال وكان لابد معرفة ان كعكة النفط العراقي كان يتقاسمها الاحتلال البريطاني مع جماعة محمد رضا السيستاني بعد عملية النهب التي تتم عبر ميناء البصرة بواسطة ناقلات بريطانية تحت ظل حماية هذه الأخيرة من اجل مجانبة الشكوك، غير أن عمليات السرقة هذه لا تتم بعفوية وعشوائية حيث كان من الحلول المقترحة لتسهيلها هو تحطيم عدادات حساب النفط المصدر الى الخارج وهو عمل لم تتهاون في تنفيذه بريطانيا فور نزولها من السفن الحربية التي غزت موانئ الجنوب.
لقد قلت وفي غياب الأدلة التي تجرمه لحد الآن
ارفع القبعة احتراما لابا سيف على تضحياته وتحمله حماقات الرعاديد، وانحني احتراما لأم ابناءه التي ذاقت ويلات نظام البعث ومرارة التهجير والنزوح مشيا على الاقدام في فيافي العراق وتجرعها مرارة اعتقال زوجها في سبيل تبليغ الأمانة واعلاء كلمة الحق.
اقبل يد الأم التي انجبته واعتز باخوانه الذين واسوه في محنته.
احي النفس الطاهرة التي وهبت دماءها مقابل كشف الحقيقة وعززت مجهودات هذه الاسرة حتى تخلد بدماء ذاك الشاب الطاهر النقي الشريف الصادق الأمين المظلوم الشجاع ذو الابتسامة البريئة .. الشهيد محمد مصبح الوائلي.
ومن هذا المنبر وبما ان اسماعيل الوائلي ينتمي لخط يمثلني ويمثل باقي رجالاته نطالب المالكي الادلاء بالوثائق التي تثبت تورط الوائلي في التهم المنسوبة اليه، والتي كان سببا في التشهير به داخل وخارج العراق، وفي حال عدم وجودها نطالب برد اعتباره واعتبار عائلته.
الحرامي اسماعيل الوائلي سرق حسناتكم عندما رميتموه ظلما وبهتانا دون وجه حق فعلا انه رئيس مافيا الحسنات