كم شرقوا فيك وكم غربوا ؟ منذ تأسست الكوفة "مصرا .. معسكرا " فقد جندوك وانتقلوا بك اصقاع الارض .. فيك وجدوا تمرس الحرب وقوة الجأش عند اللقاء في حومة الوغى والى ثبات الجنان عند الالتحام ..فما خضت معركة الا وشق لك طريق نحو النصر .. ولا صاولت في موقع ونزال الا وابناؤك فرسان ... هكذا سوق بنوك في حروب الخلافة ، فكلت المواقع ولم تكل اكتافك ، ولم ينقطع بك المسير . وطنوك منذ عقوبة قطع الرقاب بل مسح الاصلاب ، لغايات سميت فتحا وتحولت جهنما فيما بعد .. منذ سرة وامامك علي ع ، مجبورين على القتال ولا مجال لاي وهدة او استراحة مقاتل . تلاقفتك امية بجند الشام جولة بعد جولة ، فحسمت الوقائع ولكن الغنيمة للدسائس ، فانتصر الماكر ابن الزرقاء ،، على من تغلف بالغباء ، صاحب اللحية البيضاء ، في مهزلة التحكيم يوم صفين . دارت عليك الدوائر واشتعلت بكيانك النوائر وهم يسومون بك ، انى شاءت رغبة من سمي امراء المؤمنين وجرابيع السلاطين ، لحين تاسست باسم دولة وحدد لك الاطار بعد ان كنت مشاعا بحروب امراء المسلمين . عقود تلاحق قرون من السنين . انبثق جيش فتي قوامه فوج بعد ان كان كتائب والوية في متاهة حروب ، ارضاءا لاؤلي الامر . فوج سمي باسم امام ، اقتاده اسلافهم من سجن الى سجن ومن مدلهمات القعور ،ليحمل على اكتاف الحمالين . فوج باسم موسى الكاظم اقتادوه هو ايضا كأنه سبية من رمضاء موطن الى محارق ارض المعارك . نمى الفوج وكبر واضحى جيشا منذ العام 21 من القرن الماضي ، وكأن السجل التاريخي لعملاق الحروب الماضية اضحى في سجل النسيان .. تناولوك جنرلات من خدم عند اسياده سلاطين ال عثمان . من بكر صدقي وهم يضربون بك خراطيم شعبك ويسكتون توهجهم ونداء تحررهم ، حتى اسقطتهم بثورتك وفورة غضبك في يوم تموز ، تحت قيادة رجل لم تسقط نقطة حياءه ، ولم يسخر للباطل اداءه . فذهب بك مرة كريم ابن قاسم الى حيث فلسطين في " كفر قاسم "وهناك سجلت للوقائع والرجولة ملامح الانتصار لقضية خانوها وتلاعبوا على ازمتها ، وعجيزات مسكت صولجان الحكم تحت لافتتها ،فكان اثرك الوحيد في سجل خيانات الباقين من القادة اللذين اوقعوا جيوشهم في مهلكة حاكوها بانفسهم .
ثورة في تموز يقودها رجل لم يعرف فيما بعد اشرف منه مهنية واخلاصا ونجابة وطهرا ، وفي جلباب الثورة تلك تعلق باذيالها خونة ومأجورون ، قطعوا رأس قائدك ، وتسلمها اولاد القوارع والشوارع ، الى حيث وقعت تحت وطأة مجرم الحروب ،ذات الصوت والرئة والنظرة منذ اسلافه ، فتطاوحت رؤوسا واشلاء ، وامتلأت الفيافي والقصبات حيث اشبعت العقبان والسائبه بلحمك الطاهر ، في قادسية اخرى ، انت بطل الاولى فيها وحطب الثانية ووقودها . ولم تهدأ رغبة من اشبع وتلذذ بكل الرغبات حتى لتفضي الى سجيته الاولى وهي الدماء. وها انت مرة اخرى تحت طائلة من يصطادوك من السماء ، رغم انك لا حيلة لك ولا وسيلة الا الهروب في العراء ، فكانوا يتمتعون حين تتلاقفك صواريخ الحلفاء ، وكأنها رحلة صيد لغزلان بشرية ، ولم تنتهي لذاذة تلك الرحلة الا ان نثروك اشلاءا في الصحراء . لعل قدرا رحيما حين سقط الطاغية ونمر الكارتون على يد من صنعوه وتوجوه ثم اطاحوا به . كنت في استراحة مقاتل مشلول الحركة ،وحسبك التمني ان الرحلة الشاقة قد انتهت. لا لم تنتهي سيدي ، احتاجوك هذه المرة ولغاية مره، لقد عبث بالوطن اهله ، وتناوشته وحوش ممن تقيأتهم بلدانهم ، تناولوك موتا حيث وجدوك ، وقطعوا جسدك الكريم باوحش ما قطعت سكين جزار في اضحية. هدفهم ومتعتهم ان يقتلوك في تلك القصبات والفيافي والصحراء وفي تلك الظلمة الحالكة... كانت عيون الذئاب تترصدك فتغتالك طلقة كاتم ، او هجوم ضباع على ناطر وطن . لم تنتهي حكايتك وصفوك ونعتوك بما تضمر انفس حاقدك . انت رافضي صفوي مالكي بقاموسهم ، بل حتى الاقرب اليك وصفك بانك قاتل ، ثم يتباهى بعد حين بان يرتدي بدلة عسكرية في حديقته الخلفية . اولاد اللتي واللتيا مهما تنوعت ميولاتكم وانتماءاتكم ... اتحداكم ان تقفوا ولو ساعة على بوابات السريع او في منعطفات اللطيفية ، وفي مبازل السيافية ، ساعة واحده تثبتوا فيها رجولتكم والا لتقص السنتكم . هاهم الان وصحبة الحشد وهو بقايا جيش تمرس وخبر القتال وكل شريف ناصرهم من العشائر على ابواب الانتصار في الانبار وتكريت وعلى درب تحرير الموصل .
ماذا اقول في عيدك الاغر .. سوى ان ننحني امامك ايها العملاق . وساعدك الله على تحملك كل الاذى والابذاء ممن تناولوك ونعتوك رافضيا .
مقالات اخرى للكاتب