هل بمقدور البشر أن يرفع دعوى قضائية ضد المطر؟ بماذا سيبدأ دعوته تلك,في حالة حُقَّ له رفع دعواه؟ الآتعتقدون أن الأمطار ستندهش من دعوانا ضدها؟ نعم وكيف لا,ونحن الذين لاهَّم لنا غير صلاة الاستسقاء, نلهج, نتسول الغيوم أن تشاركنا البكاء كي تجود علينا بقليل من دمعها المدرار, وها هي الآن تحسن علينا, ليس بالدمع الغزير بل لمرات تكاد لاتتعدى عدد أصابع اليدين. من الأحق فينا برفع الدعوى تلك؟ الايحق للمطر ان يرفع شكواه ضدنا؟ بدعوى أننا هدرنا تلك النعمة التي تفتقد لها قارات كاملة حيث تعاني القحط والفقر والجفاف بسبب شحة تلك النعمة العظيمة الا وهي (الأمطار) بلى فنحن نبعثر تلك الكميات الكبيرة من غير فائدة ودون ان ننتفع منها ونحولها الى مشاكل وكوارث تصب فوق رؤؤس فقرائنا .. ألم يكن من الواجب علينا أن نخطط لكيفية خزنها بطريقة مدروسة وووفق أسس علمية كي لاتذهب هباءاً, ومن ثم نبدأ بالتضرع الى الله تعالى والى السماء لتدر علينا سخائها المائي؟ هل تعلم الجهات المسؤؤلة كم هي حصيلة الذين توفاهم الاجل؟بسبب تساقط الامطار؟ بالتأكيد ليست هناك إحصائيات دقيقة,وحتى أن وُجِدَت, فما نفعها ومالفائدة التي تبتغى منها؟ هل هناك من سيتابع ذوي الفقيد؟ المنازل التي تهدمت بفعل تلك الأمطار الغزيرة في العراق من الذي سيعوض المتضررين منها؟ ولنفترض أن ضمائر المسؤؤلين قد صحت , فمتى سيكون التعويض؟ واين سيتدبرون أمور معيشتهم , وهم بدون مأوى ؟ كم من أموال خسرنا حين تعطلت الدوائر الرسمية عن تقديم الخدمات بسبب تلك الأمطار التي لم يحسب لها أي حساب من قبل المختصين؟ كم سيـتأخر تطورنا عن الآخرين وكم سنتخلف عن اللحاق بركب عجلة التطور؟ ياترى هل كنا بحاجة لمعضلة كي تلهينا أكثر مما نحن لاهون؟ ألم يحِن الوقت ليوم القصاص من المقصرين والسراق الذين عاثوا ويعيثون دماراً وخراباً ولامبالاة ,وإستهجاناً بحقوق الآخرين؟ أمر يدعو الى القرف أن ترى المسؤؤلين يتجولون بسيارات خصصت لهم , بعد أن غرقت مدن بغداد الحبيبة ليس لعمل شي ما, ولا,لأنقاذ فعل ما, بل ليخدعوا طيبوا القلوب ويقولوا لهم ها إنّا معكم معكم ؟ وماذا بعد ؟ وكيف معهم, وأنتم في قصور عاجية وعالية, تتربعون في ساحات خضراء ومروج شاسعة؟ يُقال,(من المُحال ,دوام الحال) . فهل سيتغيَّر حالنا؟ والى أيِّ حال سيتغيرَّ؟ هل نحو الأفضل,أم نحو الأسوء؟ نتضرَّع الى الله تعالى أن ينعم علينا بحال أفضل مما نحن عليه الآن.
مقالات اخرى للكاتب