في خطوات سريعة تسبق الانفاس
راح العمر يجري من دون أن تكون له مقدمات
كأخر ورقة يابسة في غصن شجرة كانت حبلى
أنفاس الراحلين معه كانت تزحزحه للامام وتارة تختفي
صرخ القدر بوجهه الكئيب ليسقط الورقة اليابسة عن الغصن
أنسلخت من يديه موسوعة من الذكريات
وبصوت خافت
أنا اليوم أعلن نهايتي لاكون في رحلة اخرى
وليمضي قطار العمر صوب محطات أخرى مجهولة
ولتختفي البسمات خلف جدران الصمت الرهيب
ويذوب الحنين كشمعة في ظلام دامس
تناسى أنفاس الراحلين وتقدم خطوة صوب شباك الذاكرة
نفس القدر يلاحقه باختام شتى لا نهاية لها
وأمضاءات على أوراق خريفية
ومن شباك الى اخر وبين ماض تجلى واخر
وبين زحمة الراحلين وأنفاسهم المقطوعة
شعر أن زخات من المطر تتساقط على وجهه
مخترقة التجاعيد كأنهار شقت طريقها الى الامام
وبرودة تقسم جسده الى أشلاء مبعثرة
كان يرى خيوط العنكبوت المترسبة حوله تتناثر
وأضمحل الشجر اليابس وزهت الارض برداء أخضر
ليعلن أن هناك موعدا مع الصباح
ولتختفي والى الابد الاوراق الخريفية
مذكرات متقاعد عراقي
مؤيد حميد بغداد