العراق تايمز:
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الأمة الإسلامية إلى «مراجعة شاملة» لواقعها السياسي والاجتماعي والتاريخ والتراث الفقهي الذي يوفر بأجمعه مادة كبيرة تبرر العنف والتطرف وسفك الدماء والقمع والقهر.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 17 ربيع الثاني 1436ه الموافق 6 فبراير2015م في مدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار أنه ما لم تتم مراجعة الحالة التاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية في الأمة «ستبقى الأمة تفرخ حالات التطرف والإرهاب وستبقى سمعة الإسلام ملوثة ويبقى واقع المسلمين مضطرباً».
ودعا الدول الإسلامية إلى ما وصفها مراجعة شاملة للواقع السياسي الذي تهيمن على معظمه قوى الاستبداد التي أقفلت كل إمكانيات وسبل التغيير السلمي.
وأرجع جانباً من اندفاع البعض للانخراط في العنف والإرهاب إلى انسداد الأفق السياسي تماماً أمام حركة التغيير السلمي.
كما حمّل سماحته امام حشد من المصلين على بعض جوانب التاريخ والتراث الفقهي الذي قال أنه يوفر مادة كبيرة تبرر العنف وسفك الدماء والقمع والقهر.
وفي السياق انتقد العنف الاجتماعي المتفشي ضد حرية البنات في اختيار شريك الحياة ومعاقبتهن خارج إطار القانون نتيجة ارتكاب الخطأ وما ينتج عن ذلك من جرائم الشرف البشعة.
وأوضح الشيخ الصفار بأن التراث الفقهي الإسلامي الذي لا يزال يدرس اليوم مليء بالآراء التي تشرع للعنف وتشجع على التطرف وتستفيد منها التيارات الإرهابية الاجرامية.
وأسف سماحته إلى تحول الدين الإسلامي على أيدي الطغاة وتيارات الإرهاب إلى دين كراهية وعنف وإرهاب.
وأضاف بأن الأمة الإسلامية تعيش اليوم أعظم كوارثها المتمثلة في انهيار سمعة المسلمين والدين الإسلامي.
وتابع بأن سمعة المسلمين تلطخت بصورة كبيرة نتيجة الممارسات التي ترتكبها التيارات الإرهابية الإجرامية المنتسبة للإسلام وبصورة لا مثيل لها في العصر الراهن.
وقال ان جهات كثيرة مارست العنف عبر التاريخ تحت أغطية مختلفة لكن ما تصنعه الجماعات الإرهابية من التفنن في القتل وترويج ذلك على نطاق واسع بالصوت والصورة عمل اجرامي غير مسبوق.
وأدان الشيخ الصفار ما تعرض له الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة من حرق «بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان» على أيدي المجموعات الإرهابية في سوريا.
وتساءل سماحته عن الانطباع العالمي حول الإسلام الذي ستتركه ممارسات المجموعات الإرهابية كطالبان وداعش وبوكو حرام نتيجة تفجير المساجد على رؤوس المصلين وحرق القرى وسبي النساء.
وقال إن من السهل ملاحظة بعض النتائج التي تتركها الممارسات الإرهابية من بروز حركة معادية للإسلام في أوروبا «بيجيدا» وارتفاع توزيع نسخ مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة من الإسلام من ٦٠ الف إلى ستة ملايين نسخة.