يمضي الوقت سريعاً من غير ان يلتفت لاي احد مهما كانت اهميته ومطلبه وحاجته وحجته ومنطقه. جميل جداً ان نقترب من المثالية والاجمل ان نشاهد بلدنا متماسكا بكل اضلاعه من سنته الى شيعته الى كرده لكن الامنيات شيء والواقع شيء.
التعاطي مع الازمات من قبل الجمهور غالباً ما يكون وفق ما يشتهي ويطلب، وحتى تحليلاته ليس لها علاقة لا بالارقام ولا بالمعطيات؛ بل وفق ما يريد ولذلك هي اراء يمكن وصفها ريشة في مهب الريح، اما المشارك والمراقب للعمل السياسي، فعليه ان يتابع ما بين السطور، وان ينظر بعين الموضوعية والحقيقة والواقع.
وفق المعطيات الحالية تبدو فكرة الإقليم اكثر قربا، ولكن هناك من يراهن على الوهم للوقوف ضده، بل ويتحدث عن مثاليات ( الانسجام ، الاتفاق ، التعايش ) مع اننا بتنا نعيش في مرحلة كسر العظم منذ مدة، لكن الاصرار الواهم هو الذي جعل الالم يزداد على جميع الاطراف.
الغريب ان هناك جهات تعد راعية للعملية السياسية في العراق وفي مقدمتها امريكا ترغب باقامة الإقليم في المحافظات ذات الغالبية السنية ، لكننا نجد من أبناء تلك المحافظات من يحرص على الوقوف بوجه هذا المشروع .
وبصرف النظر عن كون الاقليم صوابا ام لا، لكنه اصبح اليوم يلوح في الافق، والاعتراض عليه او الحديث عن مثاليات بات مضيعة الوقت.
رياح الاقليم قادمة والذي لا يتعامل بمرونة سيقتلع من الجذر وقبل ضياع الفرصة عليه مراجعة ادبيات العناد امام الواقع، اذ لا مجال للحديث عن فلسفات ليست لها قيمة. فإما المرونة او الاقتلاع من الجذر.. وهذه دعوة في الوقت الضائع.
مقالات اخرى للكاتب