التحالف الوطني يصعد الى الهاوية بلا حرج ،فمرة اخرى يشعر السيد عمار الحكيم بالخيبة في تنفيذ مشروعه القديم الجديد بتشكيل تحالف عابر للطائفية والمكونات والمناطقية، بمعنى تشكيل تحالف برامج يتجاوز القضبان الشيعية، فعاد السيد الى الوراء ليتبنى فضاء التحالفات الشيعية الهشة التي يعرف انها غير متماسكة لا سياسيا ولا ايدلوجيا لاسيما (دولة القانون-التيار الصدري).
من دون شك ان الرجوع الى المخيمات الشيعية مسمار جديد في الديمقراطية العراقية بعد مرور ١٤عاما من العمل السياسي المتعثر وسنوات التوافق والمحاصصة المريحة.
السيد الحكيم على مايبدو رجع خطوتين الى الخلف في اعادة ترميم بيت التحالف الشيعي مع تنامي التنافر والخلاف والتقاطع بين أقطابه تدور رحاها كلما اقتربت الانتخابات ويبدو ان الخلافات العميقة بين الصدر والمالكي واحدة من اهم التحديات التي تواجه الحكيم في مدة رئاسته الدورية التي تجاوزت عمرها المنتصف.
حفز اعادة ترميم التحالف الوطني(الشيعي) تحالف القوى الذي تشظى على إرجاع لملمة أطرافه من جديد بعد ان اقترب من الانشقاق الفعلي بعد اقالة وزير الدفاع السابق خالد العبيدي وكذلك الحال مع قوى التحالف الكردستاني، كان بإمكان السيد عمار الحكيم ان يطرح برنامجا سياسيا وطنيا عابرا القضبان الطائفية وقابلا للتطبيق على الارض العراقية وان يتحرك نحو مشروع التحالفات العابرة للطائفية.
واحدة من معوقات هذه التحالفات ان جزءا من القوى السياسية التي تبنت خطابا طائفيا منبوذا تدغدغ فيه مشاعر الناخبين البسطاء الذين مازالوا يتأثرون بالخطاب الطائفي التملك برنامجا سياسيا يتلائم مع المرحلة الجديدة ومتطلباتها.
تحالف البرامج السياسية هي التحالفات الانسب في المرحلة المقبلة التي تتجاوز عقدة الماضي ومشاكله وقد تكون مضادة لتبرير المدافعين عن فكرة انشاء التحالف الوطني حيث يقولون انه يضع خارطة تفاهمات وقواعد عامة وتنسيق بين الكتل السياسية الشيعية انطلاقا من بدأ مختلف قريب على العين أفضل من صديق بعيد عن العين!
لكن هل التحالف الوطني (الشيعي ) هو طموح الناخب في الجنوب والوسط بالتأكيد كلا مايريد الناخبون في الجنوب والوسط تجاوز الفكر المنبري والمسجدي وبات ابن الجنوب غير ابن الجنوب في انتخابات٢٠٠٥ لم تعد يدغدغ مشاعره شكل العمامة ولا الخطاب السياسي بنكهة دينية!
مقالات اخرى للكاتب