العراق تايمز / نتابع عن كثب تصاعد الهتافات الدولية ضد عمليات الاعدام التي تجري في العراق، عبر الأبواق التي تلوح من وراءها المنظمات الغربية التي تعنى "بحقوق الانسان"، في حين ان بعض الحكومات العربية وحتى بعض الجهات الداخلية بالعراق كالمنظمات الحقوقية المحلية والجهات الحزبية ذهبت بعيدا لتصور لنا أنها إعدامات متعجلة، وطائفية الدوافع،تقوم ضد مكون دون آخر.
ورأينا كيف انه على الرغم من تلطخ ايادي الكثيرين بدماء العراقيين، لازلت المنظمات الحقوقية ومفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان تطالب بغداد بإلغاء عقوبة الإعدام في محاولة لإنقاذ ألف سجين، قالت منظمة العفو الدولية إن مقصلة القضاء العراقي تتربص برؤوسهم، غير مبالية من كونها ضريبة لازمة لتثبيت العدل والأمن في البلاد.
ترتكب في العراق يوميا جرائم وعمليات انتحارية تودي بأرواح مئات الأبرياء، في تفجيرات تستهدف الاسواق الشعبية، والمساجد، ومدارس، أطفال، وصل الحد إلى ذبح وقتل الأطفال بمبررات دينية لا تمت للدين بصلة.
ان عدد المحكوم عليهم بالإعدام هم ألف ومئتين وخمسين شخص، بعضهم مرتكبين لجرائم قبل سقوط النظام، قبل 2003، وتم إلقاء القبض عليهم بعد 2003، وان مجموع من نفذ فيهم حكم الإعدام من 2003 وإلى حد الآن هم ثلاثمئة وخمسين شخص، إذا قارنا هذه الفترة الطويلة، وفي وضع استثنائي مثل العراق، والجرائم الإرهابية تجري يوميا،فان ثلاثمئة وخمسين ليس بالعدد الكبير خصوصا وان من بينهم جنسيات دول عربية، مغاربة، تونسيين، سعوديين، سوريين، ومن كلا الطوائف، فلا يحق لأحد ادن أن يقول ان في الامر استهداف لطائفة معينة، خصوصا وان من بين الذين حكموا بالاعدام اشخاص ينتمون الى محافظة العمارة، ومن الديوانية، ومن البصرة، ومن بغداد، وان من يدعي ان هذه الاعدامات موجهه ضد مكون معين فهو يغمض عينه عن الحق لانه يتناسى صولة الفرسان التي نفذت ضد الاهابيين من الشيعة ايضا..
يفترض أن يكون هناك قانون يحترم من قبل الجميع، فمن يصدر بحقه حكم إعدام يمر بمراحل متعددة، حكم الإعدام يصدر من المحكمة المختصة بداية، ثم يصدق تمييزا حتى يكتسب الدرجة القطعية، ثم يحال لرئاسة الجمهورية لتصادق عليه، وتصدر المراسيم الجمهورية، ثم يحال إلى وزارة العدل لتنفذ، وجرت على مراحل متعاقبة، كل ما يصدر هي مغالطات، ومبالغات فيها، وزيادة كبيرة بالأرقام.
أما قضية حقوق الإنسان، فهي لا تشمل المجرم والإرهابي فقط، حقوق الإنسان يفترض أن تطبق لعوائل الضحايا والضحايا الذين ذهبوا أطفالا وشبابا ونساء، وشيوخا، وهم أبرياء.
يقول الله سبحانه وتعالى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179].
وقبل ان تقوم هذه المنظمات بعرض عوائل المحكومين وتقديمهم بطريقة عاطفية، نتمنى يوما من هؤلاء الذين يدعون حقوق الانسان ان يعرضوا لنا نموذج من عائلة خطف ابنهم أو بنتهم واغتصبت وقتلت، نموذج من شابة يقطع ثديها، نموذج من أطفال وعائلة يحرقون في منزلهم، نموذج من أبرياء في مسجد يصلون يقولون لا إله إلا الله ويذبحون ولا نعرف ساق هذا أم رجل هذا أم يد هذا، نموذج من هؤلاء وهؤلاء قبل أن نتحدث بشكل إنساني عن عوائل الضحايا.
دعونا نتذكر أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما حصلت في أميركا وذهب ضحيتها ربما ألفين أو ثلاثة، أقيمت الدنيا ولم تقعد، شنت حروب على دول، وقلب نظام الحكم في دول كثيرة، اما اليوم حينما تفجر آلاف مؤلفة، ليس من حق الدولة أن تتخذ إجراءات لردع هذا الإرهاب الذي أنهك العراق، ودمره العراق ودمر بنيته التحتية، ومستقبله ومستقبل اجياله.