عشر سنوات يكتب المثقفون من مختلف التوجهات والانتماءات عن مشاكل العراق، يتابعونها يوماً بيوم، يتتبعونها في التربية والتعليم والاقتصاد والثقافة والخدمات والأمن والماء والكهرباء وكل مرفق من مرافق الحياة، فماذا كانت النتيجة؟
لقد تركوا ركاماً هائلاً من المقالات، لكن كل كتاباتهم لم تنجح في معالجة مشكلة واحدة، فهل كتبوا خارج المألوف وبعيداً الموضوعية؟.
هل كتبوا بتجريد وتنظير مثالي بحيث لا يمكن لما طرحوه أن يأخذ مجاله الى الواقع؟
هل فقدوا الفهم الواقعي والتشخيص الدقيق والقدرة على تقديم الحلول، فراحوا يملأون الأوراق والمواقع والصحف بعيداً عن ساحة المشكلة؟.
معظم كتاب العراق سافروا واطلعوا واحتكوا بثقافات عديدة، لكن لم يستطع كل الجهد الثقافي والاعلامي الكبير المبذول من منع مسؤول صغير من سرقة قوت الشعب، لم تستطع كل جهود المثقفين من خلق حالة ضغط واحدة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وغير ذلك الكثير الكثير من العجز، ألا يعني ذلك اننا كمثقفين واعلاميين، لسنا بمستوى التأثير؟.
رأي يبدو غريباً لكن واقع الحال يؤيده، لماذا نجح غيرنا في تحريك شعبه، وعجز المثقف العراقي، مع ان أولئك تعاملوا مع ظروف أشد من ظروفنا واكثر ظلامية؟.
أرجو ان نعيد النظر في قدراتنا وفي منهجيتنا، فليس من المعقول ان نحرق ما تبقى من العمر في كتابات لا تنفع
مقالات اخرى للكاتب