كلما استمعت الى خطابات المالكي ازداد ايمانا على ايماني بان الله على كل شيء قدير وانه كما خلق الانسان والنبات والجماد فهو قادر على خلق (اشياء) تكون اية من ايات الله في خلقه حسب الاية التي تقول (ويخلق ما لا تعلمون ) . فالمالكي يعتبر معجزة من معجزات الله وأية لأولي الالباب ... إنسان بقدرات متواضعة في كل المستويات السياسية والثقافية وحتى الدينية , لا يتمتع بأي من مميزات القيادة , ولا الكاريزما المناسبة لها , فاقد للغة الخطابة والإقناع كيف له ان يتصدر حراكا سياسيا معقدا كما هو الحال في العراق ... فلا يكاد يخلو خطاب من خطب المالكي العصماء من اسباب للتندر والفكاهة لكثرة التيه الفكري الذي يعاني منه , وبمحاكاة سريعة للتاريخ القريب ولاني اعلم رغبة المالكي في المدح والثناء عليه .. دعونا نستلهم من فكر القائد ( كما كان البعثيون يفعلون ) ونسلط الاضواء على اقوال السيد دولة رئيس وزراء العراق في حملة ائتلاف دولة القانون الدعائية في محافظة واسط كي نستلهم منها العبر :-
ذكر المالكي في كلمته تلك ان على البلد ثارات معركتي بدر وحنين في ربط ( بديع) بين الماضي والحاضر , وهي سابقة لم يجرا اي سياسي في العالم على الخوض فيها ولكن المالكي ( ابو حمودي ) جريء في كل ما يقول ويفعل .. اكتشفت بعد سماعي لهذه المقاربة بأنني شخصيا افتقر للكثير من المعلومات التاريخية الصحيحة , فكل كتب التاريخ تعمدت عدم ذكر دور المالكي في معركتي حنين وبدر رغم انه كان يقود جيش المسلمين حينها وقد اثخن في كفار قريش قتلا لدرجه انهم ما زالوا يطالبون بثارات تلك المعركتين .
مشكلتنا اننا لا نقرا التاريخ جيدا وحتى لو قراناه فنقراها من مصادر مغرضة متآمرة على للمالكي وصحبه , لذلك لا نعلم كيف كان يجاهد في تلك المعارك سالا سيفه يضرب به الكفار يمنة ويسرة ... ما احوجنا لإعادة كتابة التاريخ وقراءته بتأني لنتعرف من خلاله على ادوار لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه مثل سيدنا ابو اسراء . صدقت يا ابا اسراء .. ان كفار قريش موجودين ويتحينون الفرصة للنيل منك , فجيش المسلمين حينها كان جلهم عراقيون موالون للسيد المالكي فهذا قيس الخزعلي على يمين المالكي وذاك البطاط على شماله وهناك مشعان الجبوري حامل راية المسلمين يزلزلون الارض تحت اقدام قريش وهاهو الشهبندر في وسط الميدان يزمجر ويرعد كالأسد الهصور .. يقاتلون ارهاب قريش وجبروتهم دفاعا عن الميزانية والمال العام والقضاء على الفساد المالي الذي كان ينخر جسد قريش حينها ..... كنت اتصور لحد الآن ان معركتي بدر وحنين كانتا بين جيش الرسول عليه الصلاة والسلام و كفار قريش ولم يكن للمالكي اية علاقة بهما وكنت اتصور بأنه لم يشارك اي فرد عراقي في هذا القتال فقد حدثتا قبل خروج الاسلام من شبه الجزيرة العربية , و كنت اتصور بان هاتين المعركتين وقعتا قبل اجتماع السقيفة وقبل ظهور مذهب التشيع بالمعنى الحالي للكلمة .
الان فقط ادركت مع المالكي بان هناك ثارات على البلد لمعركتي حنين وبدر .
الحقيقة الثانية التي يكشفها لنا دولة رئيس الوزراء المالكي في هذا الخطاب هي انه اضافة لتآمر كفار قريش علينا فان هناك دولا كبرى تتآمر على العراق وترسل الارهابيين لتعكير الاوضاع في بلدنا . فدول كبيرة مثل دولة تنزانيا العظمى والولايات المتحدة النيجيرية تتحينان الفرص لضرب الامن والاستقرار في العراق وترسلان الارهابيين لنا من وسط الادغال الافريقية ... تبا لهاتين الدولتين ولدورهما التآمري على العراق .
نعم يا دولة رئيس الوزراء لم تبق دولة إلا وتآمرت علينا ولم تذكر دولة إلا وكان اتهامك لها صحيحا فقد اتهمت سوريا سابقا وكان اتهاما صحيحا على الرغم من انك اليوم تساند نظام بشار الاسد , واتهمت السعودية سابقا رغم ان مريم الريس وهي مستشارتك خرجت قبل فترة لتنفي كل تلك الاتهامات وتبرئ ساحة المملكة العربية السعودية . لم تبق دولة عربية لم تتورط في دعم الارهاب في العراق وجاء الدور اليوم على الدول الافريقية لتفضحها وخيرا تفعل , وهنا اطالب السيد نوري المالكي بقطع علاقات العراق مع كل دولة يرى سيادته انها تشارك في التآمر على العراق , لكن ما اخاف منه ان لا تبقى دولة في العالم نتعامل معها اذا ما اعتمدنا على اتهاماتنا .
اما النقطة الثالثة فهي القوانة المستمرة التي تعودنا عليها في كل خطاب يلقيه وهو ان الشعب سوف يخرج بالعصى على بعض من لو ( شرحنا ) ما فعلوه بالدولة من ارباك وضعف .. الى اخر الكلام ....
ان ما يمنع السيد المالكي في كشف هؤلاء ليس لأنه لا يهتم بالدم العراقي .. حاشا لله .. وإنما لانه لا يريد للعملية السياسية ان تنتهي , فما قيمة انهار الدم العراقي التي تسال يوميا مقابل العملية السياسية التي يحاول المالكي انهائها بشكل تدريجي بخطوات هادئة وادعة ؟ قد يتوهم البعض ان عدم كشف المالكي لهؤلاء الفاسدين والمجرمين هي مشاركة من المالكي لهم في جرائمهم ويتصور اخرون ان المالكي ( حاشاه ) يكذب عليهم , ولكن ما لا يعرفوه ان المالكي يتحين الفرصة المناسبة للكشف عن هؤلاء ولا تقولوا ان الانتخابات هي فرصة مناسبة حتى يجرد المالكي هؤلاء من اي شعبية يمتلكوها , فالمالكي لا يتعامل بلغة الغدر هذه وإنما هو فقط يحتفظ بهذه الملفات للوقت المناسب في مساومة هؤلاء على بقائه في السلطة من اجل مصلحة العراق ومصلحة العراقيين فالمالكي ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها .
مقالات اخرى للكاتب