من المعلوم بأن القراءة كانت تعتبر وتشكل بالسابق غذاء للعقل والإطلاع على وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة الآن أضيفت مع القراءة كغذاء للعقل فنحن نعيش في عصر التطور المذهل والإنسان لا يمكنه أن يبتعد أو يتوقف ولا يلحق بهذا الركب الذي ينطلق بسرعة فائقة .
لا أحب أن أتحدث عن الوضع العراقي الأليم فلقد أعلنت براءتي من السياسة رغم تاريخي السياسي ""الدسم "" ولكن سوف أتحدث عما تستقبله عقولنا من غذاء ودعوني أبدا بالقراءة فمطبوعاتنا وأقصد هنا ""الجرائد و المجلات"" ومواقعنا الالكترونية تركز بما نسبته خمسة وتسعين بالمائة على المشهد السياسي الصاخب والمزعج والمصبوغ بلون الدم والخمسة بالمائة تركز فيه على الاقتصاد والثقافة والأدب وهموم المواطنين أي أن نسبة الثقافة والأدب تقدر بواحد أو أثنين بالمائة أما المطبوعات ومواقع الانترنيت المختصة بالثقافة والأدب فتعاني من مشاكل أهمها قلة الدعم والتمويل والانتشار .
والآن أنتقل لوسائلنا الإعلامية فأجد أنه مشابهة تماما لمطبوعاتنا ومواقعنا الالكترونية ورغم وجود قنوات وإذاعات تهتم بالجانب الثقافي والأدبي إلا أنه يكفي أن أذكر بأننا نملك عددا من القنوات الفضائية التي تبث الأغاني الهابطة والماجنة "" إناء الليل وإطراف النهار"" مما يدمر أي بارقة أمل ننتظرها تلوح في الأفق تظهر ، أما التكنولوجيا الحديثة فأدعو الجميع إلى متابعة ما ينشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتعرفوا كم أن المثقف والمبدع العراقي مظلوم فهو كالشمعة "" يحترق ليضيء للآخرين الطريق "" فأجمل قصيدة أو قصة قصيرة لا يزيد عدد قراءها عن مائتين قارئ أما أي مادة تافهة تنشر ""كبرجك اليوم "" فنجد الآلاف القراء والتعليقات المتابعة.
للأسف البيئة المحيطة بنا والظروف التي نعرفها جميعا ولست بحاجة لذكرها دمرت عقول البعض وليس جميعهم لأن هذه العقول تغذت على مواد ""فاسدة وسامة"" وما نشهده من تصرفات شاذة وبعيدة عن الطبيعة الإنسانية على أرض الواقع ما هو إلا دليل واضح وصارخ على صحة ما أقوله .
مقالات اخرى للكاتب