لم يتناول الكثير من الكتّاب هذه التصرفات مع حاجتنا الماسّة لمعرفتها لتطابقها مع العديد مما نراه اليوم على ارض الواقع
فرعون كان ضاغط على المجتمع ويدعي الالوهية والربوبية يقّتّل ابنائهم ويستحيي نسائهم ولا يٌريهم الا ما يرى فهل انتهت هذه الصفات بعد غيابه؟؟
اولى (چفصات) بنو اسرائيل بعد التخلص من فرعون وغرقه كانت (چفصة) نظرية وليست عملية الا وهي رغبتهم في ان يكون لهم اصناماً حالهم حال قوم وجدوهم عاكفين عليها وهذا يعني وجود نزعة الشرك المتأصلة منذ زمن فرعون في نفوسهم.
تحولت هذه (الچفصة) النظرية الى تطبيق عملي بمجرد غياب موسى للقاء ربه فجائهم احد (المقدسين ) لديهم الا وهو (السامري) فحول امنياتهم الى واقع ملموس وصنع لهم (عجل) لكي يعبدوه وهذا العجل جاء نتيجة لمعرفة دينية لدى السامري لانه اقتفى اثر الرسول اي انه قام بنفس فعل فرعون السابق (استخف قومه فأطاعوه) لكن استخفاف فرعون كان استخفاف قوة وضعف اما استخفاف السامري كان استخفاف (تقديس و تدين) و حاول هارون في وقتها الوقوف ضد هذه (الحيلة الشرعية) بأعتباره يملك من الشرعية الموسوية لكن القوم (استضعفوه وكادوا يقتلوه) وكأن لسان حالهم يقول (تاج راسك العجل)
بعد العجل طلب بنو اسرائيل من موسى ان يريهم الله جهرة فأبتلاهم الله بأبتلاء (الحرب الاهلية) تحت مسمى فأقتلوا انفسكم
بعدها قالوا له لن نصبر على طعام واحد وارادو الثوم والعدس فأبتلاهم الله بالذلة والمسكنة ومن ثم جعلهم يتيهون في صحراء سيناء ٤٠ سنة
الخلاصة: قد يكون حال المجتمعات الفرعونية بعد فرعون اسوء من حالها خلال حكمه في بعض النقاط وبما كسبت ايدي الناس وقد تتغير العبادة من عبادة فرعون الى عبادة عجل السامري لكن المؤكد ان المجتمعات التي تستمر بالانحدار ستنتهي ب (التيه) في صحراء الافكار
اين نحن الان ؟؟