وهذه النكتة ليست الأولى و الأخيرة وهي تضاف إلى سجل النكات غير المضحكة ، مثل نكات ومهازل التحرير والحرية والديمقراطية والدستور والصحافة الحرة والشفافية والمصالحة الوطنية والفيدرالية والحكومات المحلية والمركزية والجانب الصديق وانتخابات المجالس المحلية للنواحي والاقضية والمحافظات وانتخابات البرلمان والثورات البنفسجية والمقابر الجماعية
ومنظمات المجتمع المدني والمصالحة الوطنية والكوتة النسوية والأحزاب الجديدة وفضائيات وإذاعات وصحف الأحزاب والنظام السابق والنظام الجديد والرئاسات الثلاث .
ولأنني سأختصر الطريق لأن لا وقت للكثيرين من العراقيين لقراءة التفاصيل لانشغالهم بالركض وراء التظاهرات والاعتصام والاختباء خوفاً من رصاص القوات الحكومية قوات حفظ النظام في العراقي بعد حادثة وكارثة ومجزرة الحويجة .
أو لاحتمال الذوبان الأبدي في أحد معاقل ما يسمي وزاره الداخلية الأهلية التابعة للمليشيات أو ربما القفز من فوق سطوح الجدران لأن أبواب العراقيين بدأت تطرقها أيادي الخونة لقراءة هويات الناس في بيوتهم ومن ثم سوق بعضهم إلى مسالخ ومجازر ومذابح المليشيات التي أُبرأ كلمة الطائفية منها .
المهم نعود إلى نكتة عراقنا الجديد التي تقول :
كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل ، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً ، يجري في وسطه نهران خالدان دجلة والفرات يملك أكثر من ثلاثين مليون نخلة ،
حاول المعتدون ولآلاف السنين أن ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتار والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا ،
فأبناء العراق سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها خيراً .
وتستمر النكتة ،
وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسين ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم ، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور في أول حكومة عراقية معهم من خمس وعشرين عضواً كل عضوٍ يمثل مليون عراقي أو أكثر ؟
( اكرر أنها نكتة ) ..؟
هذا المجلس وافق بالإجماع علي توحيد العراق أكثر وضمه أكثر وشد أزره أكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة علي مشروع تقسيم العراق وهي ببساطة تقسيمه وذبحه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب :
على النحو التالي إقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانية في البصرة .
وإقليم الوسط وعاصمته دهينه أبو علي في النجف الأشراف .
وإقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار،
وبضعة محافظات لامركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة إقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي .
وإقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد .
وإقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو .
وإقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن !! العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء ،
أهله الأتقياء كلهم ،
الشيعة أولاً وأنا سني ،
الشيعة أولاً وأقسم بالله العلي العظيم أنهم أول من سيتصدي لهذه النكتة وفعلا بدئت ثورة الغضب والكرامة من الجنوب العزيز لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من إيران ،
والأكراد الّذين حولهم الفقر وكذب قياداتهم إلى مصابين بصداعٍ مزمن نخر مبادئهم وحول تاريخهم الشريف إلى هتافات ولافتات وتصريحات مغرضة لمبضعين في الأسواق ،
فالقادة الأكراد توهموا كثيراً عندما صدقوا ظنونهم في إنشاء دولة كردية أو إحياء دولة مها باد التي استمرت لبضعة أسابيع .
والسنة أكرر السنة الّذين بدأ الحلم الضبابي يراود بعض من توهم أنه صار قائداً لهم فسيفشلون .
وبكل ما يملكون كل المتفدرلين ، فالاحتلال الأمريكي الإيراني بدأ يلملم أذيال الخيبة وأبواقه تنادي بالانسحاب الفوري الكامل من العراق بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضى الخلاقة التي حلت في العراق الجديد بعد عشرة سنوات ،
وأهمس بإذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة من القادة الكرد بأن شمال العراق الحبيب محصن بالعراقيين جميعاً .
ممن سالت دماؤهم علي ربوع كردستان وسقطت أجسادهم الطاهرة فوق رابيا ورواقكم شمران وماوت وبلغة وسيدي كان ورأس العبد وشيخ ناصر وسكران وحصاروست وخوشك وزمناكو وليس المتطوعون من البيشمركة وعملهم المخلص في محطات تعبئة الوقود ،
أما عباقرة العصر الحديث من المريدين والمصفقين لفدرالية الجنوب والوسط ،
فهاهو تاريخ ما جرى قريب ومازالت جراحه هشة طرية ،
فالمد الإيراني ألصفوي الشعوبي لم يوقفه السنة أو الكرد بل أوقفه أسود الجنوب والوسط من شيعة أهل البيت حين تدافعوا كالسيل العرم دفاعاً عن شرفهم وعرضهم ،
تذكروا حتى وان نجحتم بخدعة استفتاء الثلثين أن هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة آن شاء الله
وأخيرا .
أحب إن أقول في هذه المناسبة كوني عراقيا أن الحكومة العراقية الجديدة الهزيلة دفعت العراقيين إلي التهلكة والانقسام وخرج الملايين من أبناء الشعب العراقي إلى الشارع مطالبين بحقوقهم الشرعية .
و لسان حال الشعب الثائر في العراق اليوم يقول لأعضاء البرلمان والرئاسات الثلاث .
إرضاء المواطن في العراق اليوم غاية يجب أن تدرك .
مقالات اخرى للكاتب