تربطني ببعض أل وتوت المؤمنين علاقات أخوية طيبة منذ ستينات القرن الماضي, وقبل أسابيع وردت الى بريدي ألآلكتروني رسالة بأسم حيدر وتوت وأنا لا أعرفه , وفي رسالة حيدر وتوت التي يقول فيها : أن النبي محمد "ص" تزوج على الطريقة النصرانية زوجه ورقة بن نوفل ؟ ويحلو لحيدر وتوت أن يعتبر عدم زواج النبي من أمرأة ثانية ألتزاما بالزواج المسيحي الذي يمنع تعدد الزوجات , ثم يأتي حيدر ببعض ألآراء التي أقتنع هو فيها ومنها : أن النبي محمد "ص" هو تلميذ لآستاذه ورقة بن نوفل المسيحي ولبحيرة الراهب ؟ ثم يقول حيدر وتوت بدون دليل أن المسيح قتل فعلا , وتكذيب القرأن لقتله لاصحة له ؟ وأن المسيح هو الله لآنه ألآبن الذي يحمل صفات الله , وأن المسيحية في زعمه هي دين السلام , وألآسلام دين العنف والقتل وهو من أباد اليهود والنصارى ؟ وعندما أجبته في رسالة مفصلة بأن ماذهب اليه هو مجرد تداعي أفكار تقوم على شبهات لم يتبين بطلانها لديه وأن النبي "ص" تزوج خديجة على ملة الحنفية ألآولى وهي دين أبراهيم عليه السلام الذي يقول عنه تعالى " وجاهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " – الحج – 78- وأن عدم زواج النبي "ص" في حياة خديجة رضوان الله عليها لاعلاقة له بالزواج المسيحي ومن يقل بذلك لم يفهم شيئا من حياة وعقيدة النبي محمد "ص" وتعدد زوجات النبي "ص" بعد وفاة خديجة "رض" التي أثنى عليها كثيرا أمام بعض أزواجه , كان ذلك التعدد مرتبط بمصلحة الرسالة وخاضع لآوامر الله تعالى , وليس لهوى في النفس , فنفس محمد كانت تقود النفوس الراضية المرضية والمطمئنة بحكمة الله وعدله وصنعه لهذا الكون وما فيه من سماوات سبع وأرضين وما بينهما , ثم أن ورقة بن نوفل حتى عندما سمع مانزل على رسول الله "ص" من الوحي لآول مرة , قال : ذلك الناموس الذي يأتي للآنبياء , وبهذا المعنى كان مؤيدا لوحي الله على محمد شأنه في ذلك شأن ملك العرب ألآول سيف بن ذي يزن الذي قال لعبد المطلب عندما زاره على رأس وفد قريش , قال : أنا أجد في الكتب ألآولى أنه يبعث في تهامة فتى يبقى دينه الى يوم القيامة ؟ ولو علم بعض أصحاب العقول الضعيفة بموقف سيف بن ذي يزن من رسول الله "ص" لقالوا مثل ما قالوا عن ورقة بن نوفل وعن الراهب بحيرا الذي لم يلتقي برسول الله "ص" مرة واحدة خلال سفر النبي "ص" بالتجارة الى الشام عندما كان شابا وقبل بعثته الشريفة , وهناك الكثير من عقلاء العرب وحكمائهم كانت لهم مواقف داعمة ومؤيدة لما جاء به رسول الله من الوحي مثلهم مثل النجاشي حاكم الحبشة , وفات هؤلاء أن ينسجوا من خيالهم علاقة وهمية للنبي "ص" مع النجاشي ومع سيف بن ذي يزن ومع نفيل بن عمرو بن زيد مثلما نسجوها وهما مع ورقة بن نوفل ومع الراهب بحيرا ؟وبعد مدة أستمرت أسابيعا بعث لي حيدر وتوت رسالة يطلب مني قراءتها للوصل للحقيقة في زعمه ؟ ومفاد تلك الرسالة : أن حيدر وتوت يعلن أنه أنتقل للآيمان بالمسيحية وأنه كان مشغولا وقلقا بسبب الحروف المقطعة في أوائل السور والتي أختلف حولها المفسرون في زعمه , ويستشهد بتفسير بن كثير , وبما يكتبه زغلول النجار أحد مشايخ ألآزهر كما يقول , ثم يكشف حيدر وتوت قصته مع من سماه " العم مصطفى " والذي ألتقاه خارج العراق في مكان عمله وكان جارا له وأسبغ عليه مزيدا من صفات التقوى حتى ليبدو للمتابع لقصة حيدر وتوت وهو يرويها كأنها تقترب من قصة محمد بن عبد الوهاب الذي ألتقى في البصرة أيام دراسته بجاسوس أنجليزي ينتحل صفة شيخ تركي فكان يستعرض معه بعض الروايات المتناقضة مما زرع في نفس محمد بن عبد الوهاب المهيأة للشك والريبة وألآنحراف , كذلك كان حال حيدر وتوت مع من سماه " العم مصطفى " الذي زرع الشك في عقل حيدر وتوت من خلال الحروف المقطعة في بداية السور القرأنية " 29 " سورة ثم بعد ذلك حقق ما يريد " العم مصطفى " حيث أعلن لحيدر وتوت المسكون بالشك والحيرة أنه مسلم أعلن مسيحيته منذ كان عمره أربعين عاما وظل متكتما على ذلك لآنه أكتشف سر الحروف المقطعة وطلاسمها في القرأن الكريم ؟ وهذا ما حدى بحيدر وتوت أن يترك ألآسلام وينتقل للمسيحية كما أعترف هو برسالته , ويدعي حيدر وتوت أن معه " 200 " رجل ممن أمنوا بالمسيحية وأرتدوا عن ألآسلام ويسمي لذلك أسماء بعض العوائل والعشائر التي ينتمون لها ؟وكل ما لدى حيدر وتوت من بضاعة هي تداعيات أرقام واهية لايقتنع بها من له عقل سليم وأدراك متزن , فحيدر وتوت لايعرف الفرق بين معنى القرأن والفرقان ألآ من خلال ألآعداد , ذلك لآن حيدر وتوت لم يعرف أن القرأن الكريم في مدرسة أهل البيت عليهم السلام لايفسر بالحساب ولا بالرياضيات ولا بالرواية ولا بالرأي ولا بالفلسفة , وأنما يفسر القرأن بالقرأن فقط , ولايعرف تفسير القرأن بالقرأن ألآ من حفظ القرأن كله وعرف محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وأي أية نزلت في سلم أم في حرب وفي ليل أو نهار وفي سهل أو في جبل , وفي مكة أو في المدينة وفي سفر أم في حضر , وكل ذلك ثبت بالتجربة لايعرفه ألآ ألآمام علي عليه السلام وألآئمة ألآطهار عليهم السلام وهم الراسخون في العلم قال تعالى " لايعلم تأويله ألآ الله والراسخون في العلم " والراسخون في العلم هنا يراد بهم من أهل الآسلام , وأهل البيت عليهم السلام هم أهل الذكر الذين قال تعالى عنهم " فأسألوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون " وهم أولو ألآمر قال تعالى " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي ألآمر منكم " .ومن خلال متابعتي لرسائل حيدر وتوت ألآولى والثانية , وجدته يعاني من قلة بضاعته الثقافية ومن محدودية مصادره , أما قلة بضاعته الثقافية فتتجلى في عدم أتقانه اللغة العربية , فهو يكتب أكثر من مرة مثل " شغل فكري طوال عشرون عاما " والصحيح هو " طوال عشرين عاما " وفي مقطع أخر من رسالته يقول " معرفة طوال عشرون عاما " والصحيح طوال عشرين عاما " وهو يردد كلمة " رجل دين " وهذا خطأ , فلا يوجد في ألآسلام مصطلح رجل دين وأنما في ألآسلام بالنسبة للمتخصصين بدراسة الدين هم " طالب علم " و " ومجتهد وهو الفقيه " ويقول أنه سأل مشايخ ألآزهر مما يعني أنه أقام في مصر وربما يكون العم مصطفى " الذي أوحى له ذلك الوهم هو من مصر , ويذكر من المصادر تفسير بن كثير , والفخر الرازي , وبعيدا عن الخوض في تفاصيل هذه التفاسير ورواياتها , أعرض للقراء وليس لحيدر وتوت الذي أعلن تنصره وأنتقاله من ألآسلام الذي لم يفهمه جيدا الى المسيحية التي ظلمها بنكران رفع الله لعيسى بن مريم وجعل الله بقدرته يهوذا الخائن شبيها لعيسى بن مريم فعذبوه وقتلوه ظنا منهم أنه هو يسوع المسيح , وحيدر وتوت المخدوع والمهوس بأصطفاف أرقام الحروف ينكر أن المسيح بشر تلاميذه برسول الله محمد "ص" كما جاء في أنجيل برنابا في الفصل الثالث والستين بعد المائة – ص- 253-وللقراء والمتابعين أذكر ماجاء في تفاسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي وماجاء في تفسير عبد الله شبروفي تفسير الميزان للعلامة محمد حسين الطباطبائي رحمه اللهففي تفسير مجمع البيان يقول عن الحروف المقطعة في بداية السور بأنها من المتشابهات التي أستأثر الله تعالى بعلمها ولا يعلم تأويلها ألآ هو , وهو المروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام , وروت العامة عن ألآمام علي عليه السلام قوله : لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي , وعن الشعبي قال اله في كل كتاب سر وسره في القرأن سائر حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور " – مجمع البيان – ج1- ص- 32-وفي تفسير السيد عبد الله شبر قال : " الم " قيل هي أسماء السور , وقيل مختصرة من كلمات فألم معناه أنا الله أعلم , وقيل أشارة الى مدة وأجال بحساب الجمل , وقيل مقسم بها , وقيل أسماء للقرأن , وقيل أسماء الله تعالى , وقيل سر الله , وقيل من المتشابه " – تفسير عبد الله شبر – ص- 40-وفي تفسير الميزان يقول بما يرد على دعاوى من يدعي بلا دليل أن ورقة بن نوفل هو من علم النبي محمد بهذه الحروف المقطعة ليكتب القرأن على طريقة ألآنجيل والتوراة " فالسيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان يقول : حم , عسق , التي وردت في بداية سورة الشورى المباركة يقول هي من الحروف المقطعة في أوائل عدة من السور القرأنية , وذلك من مختصات القرأن الكريم لايوجد في غيره من الكتب السماوية " تفسير الميزان – ج18- ص- 3-وقد نقل المرحوم الطبرسي في مجمع البيان أحد عشر قولا في معناها , ونقل عن عبد الله أ بن عباس قوله " ألم " ألآلف أشارة الى الله وألآم الى جبريل والميم الى محمد "ص" ويقول صاحب تفسير الميزان في الروايات المنسوبة الى النبي "ص" وأئمة أهل البيت عليهم السلام بعض التأييد للقول الرابع والسابع والثامن والعاشر وسنبين ذلك , وهذه الحروف تكررت في تسع وعشرين سورة أفتتح بعضها بحرف واحد هي : ص, وق ون , وبعضها بحرفين وهي سورة طه وطس ويس وحم , وبعضها بثلاثة حروف كما في سورتي " ألم " و " ألر " وطسم , وبعضها بأربعة حروف كما في سورتي " ألمص " و " ألمر " وبعضها بخمسة أحرف كما في سورتي " كهيعص " و " حمعسق " .وتختلف هذه الحروف أيضا من حيث أن بعضها لم يقع ألآ في موضع واحد مثل " ن " وبعضها واقعة في مفتتح عدة من السور مثل " ألم " و" الر " و " طس " و " حم "وأذا تدبرت بعض التدبر في هذه السور التي تشترك في الحروف المفتتح بها مثل " الميمات " و " الراءات " و " الطواسين " و " الحواميم " وجدت في السورة المشتركة في الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور " – تفسير الميزان – ج18- - ص- 6-ويؤكد ذلك ما في مفتتح أغلبها من تقارب ألآلفاظ كما في مفتتح الحواميم من قوله " تنزيل الكتاب من الله " أو ماهو في معناه وما في مفتتح الراءات " من قوله " تلك أيات الكتاب " ونظير ذلك واقع في مفتتح الطواسين وما في مفتتح الميمات من نفي الريب عن الكتاب , ويمكن أن يحدس من ذلك أن بين هذه الحروف المقطعة وبين مضامين السور المفتتحة بها أرتباطا خاصا , ويؤيد ذلك مانجده في سورة ألآعراف المصدرة " المص " في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات وص وكذلك سورة الرعد المصدرة " ألمر " في مضمونها كأنها جامعة بين الميمات والراءات .وهذه الحروف رموز بين الله وبين رسوله "ص" خفية عنا لاسبيل لآفهامنا العادية اليها ألآ بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور أرتباطا خاصا , والمتدبر في مشتركات الحروف وبين مضامين السور التي وقعت فيها بعضها الى بعض تبين له ألآمر أزيد من ذلك , وهذا يقترب مما روي عن ألآمام علي عليه السلام لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي .وفي هذا ألآطار من المفيد للمبتدئين , بل وحتى للمتخصصين في علوم الدين أن يتواضعوا كما تواضع عالم الذرة وصاحب النظرية النسبية " أينشتاين " عندما قال : أن المتعمق في خلق الله يرى نفسه كالطفل الواقف على شاطئ البحر لايدري ما في أعماقه ؟وعن الحروف المقطعة وحساب الجمل , كما في الدر المنثور أخرج أبن أسحاق والبخاري في تاريخه وأبن جرير بسند ضعيف عن أبن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب قال : مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله "ص" وهو يتلو فاتحة سورة البقرة " ألم – ذلك الكتاب " فأتاه أخو حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال : تعلمون ؟ والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه " ألم ذلك الكتاب " فقالوا : أنت سمعته ؟ قال : نعمفمشى أولئك النفر الى رسول الله "ص" فقالوا : يامحمد ألم تذكر أنك تتلوفيما أنزل عليك " ألم ذلك الكتاب " قال : بلى , قالوا : قد جاءك بهذا جبريل من عند الله ؟ قال : نعم , قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء مانعلم بين لنبي لهم ما مدة ملكه ؟ وما أجل أمته غيرك ؟فقال حيي بن أخطب وأقبل على من كان معه : ألآلف = واحد , واللام – ثلاثون , والميم = أربعون , فهذه أحدى وسبعون سنة , أفتدخلون في دين نبي أنما مدة ملكه وأجل أمته أحدى وسبعون سنة ؟ثم أقبل على رسول الله "ص" فقال : يامحمد هل مع هذا غيره ؟ قال : نعم , قال ماذا ؟ قال : ألمص , قال هذه أثقل وأطول , وألآف = واحد , واللام = ثلاثون , والميم = أربعون , والصاد = تسعون , فهذه مائة وأحدى وستون سنة , هل مع هذا يامحمد غيره ؟ قال : نعم , قال ماذا , قال " ألر " قال هذا أثقل وأطول , ألآلف = واحد , واللام = ثلاثون , والراء = مائتان , فهذه أحدى وثلاثون ومائتا سنة فهل مع هذا غيره ؟ قال : نعم " ألمر " قال فهذه أثقل وأطول , ألآف = واحد , واللام = ثلاثون , والميم = أربعون , والراء مائتان فهذه أحدى وسبعون ومائتانثم قال : لقد لبس علينا أمرك يامحمد حتى ماندري أقليلا أعطيت أم كثيرا ؟ ثم قاموا فقال أبو ياسر لآخيه حيي ومن معه من ألآحبار : ما يدريكم قد جمع هذا لمحمد كله أحدى وسبعون وأحدى وستون ومائة وثلاثون ومائتان وأحدى وسبعون ومائتان فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون فقالوا : لقد تشابه علينا أمره , فيزعمون أن هذه ألآيات نزلت فيهم " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه أيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات , وعندنا أن ألآيات المتشابهة هي غير الحروف المقطعة في فواتح السور , ويبدو أن المبتدئين الذين لم يطلعوا على المعاني القرأنية ومعارفها كذلك لم يطلعوا على مثل ماجاء في هذه الرواية , ولو قرأها حيدر وتوت لما سلوت له نفسه أن يدعي ما أدعاه من قول باطل مفاده أن ورقة بن نوفل قد وضع هذه الحروف أخذا أياها من ألآنجيل والتوراة ,وقد ثبت من أقوال حيي بن أخطب وأبي ياسر بن أخطب أن هذه الحروف غير موجودة في كتب ألآنبياء ولا في التوراة وألآنجيل ؟وفي المعاني بأسناده الى جويرية عن سفيان الثوري قال : قلت لجعفر بن محمد أبن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام : يا أبن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل " ألم , و " ألمص , و" ألر " و " ألمر , " كهيعص , وطه وطس وطسم وص وحم وحمعسق وق ون ؟قال عليه السلام : أما ألف في أول البقرة فمعناه : أنا الله الملك , وأما " ألم " في أول أل عمران فمعناه : أنا الله المجيد , وألمص , فمعناه أنا الله المقتدر الصادق , و"ألر " فمعناه أنا الله الرؤف , و"ألمر " فمعناه أنا الله المحيي المميت الرازق , وكهيعص : معناه أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد , فأما طه فأسم من أسماء النبي "ص" ومعناه ياطالب الحق الهادي اليه ما أنزلنا عليك القرأن لتشقى بل لتسعد به .وأما " طس " فمعناه أنا الطالب السميع , وأما " طسم " فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد , وأما " يس " فأسم من أسماء النبي "ص" ومعناه أيها السامع للوحي والقرأن الحكيم أنك لمن المرسلين على صراط مستقيم .وأما " ص" فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي "ص" لما عرج به ويدخلها جبرئيل كل يوم دخلة فينغمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة من أجنحته ألآ خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح للله ويقدسه , وأما " حم " فمعناه الحميد المجيد , وأما " حمعسق " فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي , وأما " ق" فهو جبل محيط بألآرض وخضرة السماء منه وبه يمسك الله ألآرض أن تميد بأهلها , وأما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل أجمد فجمد فصار مدادا ثم قال عزوجل للقلم أكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ماكان وما هو كائن الى يوم القيامة , فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور ؟قال سفيان : فقلت له : يا أبن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله , فقال : يا أبن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك , فنون ملك يؤدي الى القلم وهو ملك والقلم يؤدي الى اللوح وهو ملك , واللوح يؤدي الى أسرافيل , وأسرافيل يؤدي الى ميكائيل , وميكائيل يؤدي الى جبرئيل , وجبرئيل يؤدي الى ألآنبياء والرسل صلوات الله عليهم " تفسير الميزان – ج18- ص- 12-أقول ولو أطلع على هذه المعارف حيدر وتوت , وسالم أحمد , وأحمد القبنجي , وسلمان رشدي , وأتباع الوهابية , وكل من يعشو في الضلالة لوجدوا لآنفسهم بصيصا من نور الحقيقة , ولعرفوا أن الحروف المقطعة هذه هي معانيها وأن الناسخ والمنسوخ دليلا على ألهية القرأن وأن أعجاز القرأن في بلاغته وأستباقه لعلوم العصر , وأن القرأن ليس ذكوريا بل هو لكل الناس نساء ورجالا , وهو لايدعو للعنف فهو دين الرحمة وهو لايكره الناس عقائديا " لا أكراه في الدين " ودولته دولة ألآنسانية وليست دولة دينية كما يعتقد البعض خطأ , وقد بينا كل ذلك في كتاب " مجتمعنا " الذي صدر حديثا عن مطبعة دار الفرات .
مقالات اخرى للكاتب