يبدو ان البعض من القنوات الفضائية ووسائل الاعلام العراقية تنظر الى الاوضاع الراهنة والاحداث التي تمر بالبلاد بعين واحدة وذلك لاسباب شتى منها على سبيل المثال لا الحصر تعاملها الانتقائي المرتبط اصلا بموقف اداراتها من من بعض الشخصيات السياسية الاساسية في المشهد العراقي ولم سلمنا جدلا ان هذه القنوات تتعامل بروح المساند للنظام والقانون ودعم العملية السياسية والشخصيات المرتبطة بالدولة ومؤسساتها لا الشخصيات العامة الاخرى فأن ذلك لايعفيها من تهمة غياب المهنية والتخطيط الصحيح لادارة الملف السياسي اعلاميا وهو ما ينعكس عليها بشكل سلبي ولا يجعل منها قنوات ذات جماهيرية طاغية ولاننا نتحدث عن القنوات الفضائية بشكل عام ووسائل الاعلام الاخرى فاننا نتسأل عن طبيعة الدور المفترض ان تلعبه قناة تمول من المال العام ويصرف عليها من ايرادات البلد وميزانية الشعب العراقي كالفضائية العراقية الاولى الناطقة باسم الدولة العراقية والتي تخضع لسياساتها وبرامجها وهي التي قيل ويقال عنها انها قناة الشعب والمعبر الحقيقي عن همومه ان صدقت مثل هذه الاقوال المطعون فيها سلفا لان هذه القناة لم تنصلت منذ فترة طويلة عن حياديتها وتعاملها مع اطراف السلطة بما تحمله العبارة من معنى كونها تحولت الى قناة شخصية معبرة عن لون واحد وحزب واحد وشخص واحد واتجاه واحد لايمت للتنوع الموجود في العراق بصلة ومع تعاقب الادارات عليها وتفاوت اساليبهم وطرقهم في الادارة والانتاج فأنهم اغلبهم اثبت فشلا ذريعا في التعامل مع الاحداث الكثيرة والكبيرة التي مرت بالبلاد ففيهم المفسد والمختلس والفاشل ناهيك عن حالة التنازع والامبالاة القائمة بين امناء شبكة الاعلام العراقي التي تؤثر سلبا على تطور القناة وتقدمها بالرغم من الاموال الطائلة التي تصرف عليها وعلى كوادرها وفيهم من الخبرات والكفاءات ما يجعل منها قناة متميزة, و اعتقد ان هناك تخبطا وسوء ادارة وتوظيف يجعل من القناة شبه الرسمية قناة بلا قيمة مهنية ولاتمتلك المصداقية الكافية كما ان غياب الرقابة والمحاسبة يجعل منها قناة منغلقة على الطرف التنفيذي الحاكم ممثلا برئيس الحكومة وبعض قادة حزب الدعوة الذين يتحدثون عن انها أي شبكة الاعلام من حصتهم الانتخابية وهي بذلك لاتمثل حالة التنوع التي نراها ونلمسها وهذا مؤشر كما نؤشر التقصير وعدم التعامل بمسؤولية مع حدث مهم تناقلته باهتمام وسائل اعلام محلية واجنبية كاللقاء الوطني الرمزي الذي لم تنقله الفضائية العراقية بشكل مباشر بل اكتفت بمراسلين ومصورين فيما تهرع لايفاد فرق متكاملة في مؤتمرات وتجمعات اقل اهمية وقيمة من ذلك بكثير وهنا نطرح السؤال التالي : لماذا غابت العراقية بادارتها وخبرائها ومركز شبكة الاعلام العراقي الخبري عن تغطية الاجتماع الوطني الرمزي الذي عقد بدعوة من السيد الحكيم!! ولماذا لاتركز القناة على مثل هذا التجمع الوطني الذي يضم الطيف العراقي بكل مكوناته وابرز سلطاته ؟؟!! واين هي تغطية القناة للاحداث البارزة على المستوى الوطني ؟؟!! ام اين هو تمثيلها للشعب بكل اطيافه ام انه مجرد ادعاء فارغ وما هي الاسباب الموجبة والمبررات لمثل هذا الغياب المخجل من قناة يحتم عليها واجبها ورسالتها ان تلاحق الحدث اينما كان وقد انعقد على مقربة من مقرها الرسمي وفي موعد معروف ومكان لايتحرج جميع العراقيين من مسؤولين ومواطنين من زيارته والتوجه اليه في جميع الاوقات والظروف مثل مكتب السيد الحكيم بما فيهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وقادة الكتل والاحزاب وغيرهم !! والسؤال القائم والذي يطروح بقوة اليوم هل ان تجاهل مثل هذا اللقاء ومحتواه بشكل مباشر خطأ ام صواب!! فاذا كان خطأ فلماذا لايعالج ويحاسب من يرتكبونه بشكل جدي دون قبول الاعذار منهم لسبب بسيط هو وفرة الامكانيات المادية والبشرية, اما اذا كان التجاهل صائبا وله اسبابه الموجبة فلابد ان توضح هذه الاسباب ليعذر المشاهد العراقي المتابع للقناة القائمين عليها ويتجاوز هذه الواقعة وغيرها عشرات بل ومئات المناسبات التي غابت وتوارت فيها العراقية عن الاحداث والمناسبات الوطنية !! اننا امام وسيلة اعلامية اقول واكرر ان البعض يصفها بالوطنية والمهنية والمعبر الحقيقي عن الشعب وهي كذلك ان التزمت وحدة الصف وكرست وقتها وجهدها لبيان الحقيقة لاغير لا ان يتعامل بعض القائمين عليها بشكل طفولي ويحجبون بشكل عمدي وقائع اللقاء الوطني الجامع للقوى العراقية لسبب قد يكون مرتبطا بشخص المنظمين له والقائمين عليه وربما جاء الامر من سلطة عليا بعدم بثه كما فعلت اغلب القنوات العراقية على الهواء مباشرة لان فيه محاذير لايعرفها المواطن ولايراها ويريد ان يتبين الحقيقة من كل ما يجري , وللاسف الشديد فأن حجب المعلومة بهذا الشكل وعدم الاهتمام بها وتجاهلها في وقت حدوثها وبحسب نمط التفكير القائم اليوم في هذه القناة يجعلنا نضع الف علامة استفهام عن امور كثيرة تتعلق بوضعها ومستقبلها ومدى مصداقيتها وقد نعذر البعض من القنوات المعارضة التي تتبنى خطابا معينا قد يكون معارضا لانها لاتريد الخير للعراق والعراقيين اما العراقية فالا عذر لها في ذلك راجين ان يقوم السادة المسؤولين عن ادارتها بالاجابة عن كل هذه التساؤلات لبيان الحقيقة لاغير لان ذلك خطا يحتاج الى علاج فوري فالشعب العراقي الذي يقتطع من امواله المليارات لتغطية رواتب ونثريات العراقية وايفادات مدرائها ومسؤوليها تريد منهم ادائا اعلاميا مشرفا لاخطاب مجاملات وتملق لفريق السلطة فقط .
مقالات اخرى للكاتب