عاشت مع عائلتها في بيت بسيط سعيدة يحيطها التفاؤل والامل بحياة ومستقبل زاهر اذ كانت تخطط لاكمال دراستها والعمل وتحلم حالها حال اي فتاة بزواج سعيد وامومة تدخل الفرح الى قلبها وهي حيث الفتاة الجميلة التي كان يرنو اليها كل الشباب ولكنها كانت لاتبالي باحد حتى بابن عمها الذي كان يحاول التقرب منها وصدته مرات عدة حتى انها قالت له عندما تقدم لخطبتها..انا اعتبرك مثل اخي ولااستطيع القبول بكزوجا ولكنه لم يقتنع بذلك ولكنها اصرت على موقفها واكملت دراستها الجامعية ثم قدمت معاملتها للتعيين في احدى الدوائر واثناء ذلك التقت احد ابناء جيرانها الذي كان يعمل موظفا فيها حيث ابدى مساعدته لها مرة بعد اخرى لتشعر تجاهه باحساس جميل بادلها هو بمثله ولهذا لم تفاجىء عندما اخبرها بانه يريد الزواج منها ففرحت كثيرا فما كان منه الا جلب اهله لخطبتها ورحب اهلها به لكنهم طلبوا وقتا للرد عليه ولكنها تفاجأت بعد خروجهم بصراخ رج البيت رجا وفزعت عندما رأت ابن عمها وهو يزمجر ويصيح هذا الزواج لن يتم وحاول ابوها واخوانها تهدأته ولكن من دون فائدة لانه كان يتكلم بعصبية وغضب لماذا رفضت الزواج مني وانا ابن عمها ولماذا تقبل الزواج بشخص غريب انها لي ولن يتزوجها احد غيري واذا لاتقبل فاني..نهيت..وخرج بعد ان احرق الدنيا وشعرت ان كل شيء انتهى بكلمة مع قلة حيلة ابيها واخوانها ورفضها الزواج منه لتمر الايام بطيئة ثقيلة مع محاولة اقناعه بالتراجع عن قراره ولكنه اصر على ذلك بشدة مما حدا بالشخص الذي خطبها وبعد انتظاره اربع سنوات ان يتزوج من اخرى مما ادمى قلبها وجعلها حزينة خاصة بعد ان عزف الكثيرون من التقدم لخطبتها بسبب النهوة ومضت السنوات وتزوجت كل البنات اللواتي كن بعمرها واصبح لديهن عوائل الا هي فما كان منها الا ان تغرق نفسها بعملها لانها وجدته المتنفس الوحيد لاحزانها المتأتية من الاصرار على حقها في اختيار شريك حياتها ليتزوج بعد ذلك ابن عمها ولكنه بقي مصرا على النهي ولم يتراجع عنه ففوضت امرها الى الله محاولة تناسي الامر برمته لكن وفي احد الايام جاءت اليها ابنة عمها واخت الذي نهى عليها لتخبرها ان والدة احد جيرانهم اخبرت والدتها بعزمهم على التقدم لخطبتها وهي سعيدة بذلك ولكنها خائفة من ان يقوم احد اولاد عمها بالنهي عليها مثلما فعل اخوها فاعترتها قشعريرة اذابت قلبها وهي تتذكر كل ما حدث لها بحزن ولم تشعر الا وهي تصرخ لالالالالالا لن يحدث هذا لن يحدث ولن تقتل امومة اخرى وهرعت لتتكلم مع عائلتها بالموضوع وتعرف رأيهم فيه فما كان من اخيها الصغير الا ان يقول انا سانهي عليها وساؤذيها واحزنها مثلما آذاك واحزنك فنظرت اليه نظرة حب وامان واتجهت صوبه لتحتضنه بقوة وهي تبكي بشهقات مؤلمة تشكو ضياع سنوات عمرها لتقول ارجوك واتمنى عليك الا تفعل ذلك..نعم لقد تأذيت كثيرا وعانيت ماعانيت بل ان حياتي ضاعت وقتلت ..النهوة.. امومتي التي اعزني الله بها وكما ترى فانا اصبحت عانسا وهذا كله خطأ في خطأ وانت تعترف بذلك فلماذا تفعله وتتحمل وزره وترد الاساءة بالاساءة وها انت ترى كيف حرمت من شبابي ومن سعادتي بتكوين اسرة اشد ازرها وتشد ازري نعم انتم معي وحولي والله لايحرمني منكم ولكني كنت اريد ان ان تكون لي اسرة واطفال..اريد ان اسمع كلمة ماما..ماما واريد ان امارس دوري في الحياة لكن النهوة حرمتني منها وببساطة شديدة ..نعم انا ظلمت فهل تريد ان تكون ظالما مثلهم لا يااخي الحبيب لا..انا نسيت الامي وفوضت امري لله وها انا اعمل وابني حياتي وربما غيري من النساء لايتوفر لهن ذلك واحترم موقفي وما حدث لي لاني قلت اني لااستطيع العيش بكذب مع ابن عمي واقبل الزواج به لمجرد الزواج لاغير ولهذا فانا ارجوك ارجوك واذا كنت تحبني فعلا ان تصرف النظر عن هذا الموضوع ودعها تعيش شبابها وتروي عمرها باسرة واطفال ارجوك..لخاطري.. فحضنها بقوة وهي تبكي وتردد ارجوك ارجوك ..كفى كفى مانتعرض له نحن النساء من قهر وعنف نفسي نحن بشر بشر وها انت ترى مايحصل لي فهل تريد ان تقهر امرأة اخرى ولماذا؟ولاجل من؟ومن يتحمل وزر ذلك؟ولماذا احرم من حياتي ومن امومتي؟ولماذا اسمى عانسا؟لماذا؟؟لماذا؟؟فما كان منه الا ان حضنها بقوة وقبل رأسها ليقول لها..حاضر وما يكون خاطرك الا طيب وساتمنى لها الخير والسعادة وارجوك ان تكفي عن البكاء لانك غالية علينا كلنا فشكرته ومسحت دموعها ونظرت الى الافق البعيد لترى ابنة عمها وهي عروس جميلة تتأبط ذراع زوجها بسعادة فائقة النظير ولترى نفسها مع من شعرت تجاهه باحساس المودة وهي تخاطبه..خذلتني وحرمتني حياتي وامومتي..النهوة..فيا ترى كم امرأة مثلي؟؟؟؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب