استلمت مدينة كربلاء الحسين (ع) خمسة عشرجثة لمواطنين عراقيين فقراء كادحين من أجل الرغيف اليومي قام قطاع الطرق في صحراء النخيب وفي منطقة الزركة باختطافهم وقتلهم و تقطيع أجسادهم ثم اشعالهم بالنار لتشويه الأجساد وكان المواطنون المغدورون العائدون الى عوائلهم الفقيرة البسيطة تسعة كربلائيين و ستة من محافظات بابل والنجف و بغداد. ومثل هذه الجريمة البربرية تعكس تحديا صارخا لاليات الأمن و الوحدة الوطنية و سلامة العيش المشترك ناهيك عن تدن مروع لقيم الانسانية و الحضارة والمواطنة. ولنا حول الحدث ملاحظات : اولا : لا بد من الوعي الكامل لطبيعة التحريض الطائفي المستهدف لشيعة ال البيت عليهم السلام تلك العملية التي أخذت من مقولات الإختلاف الطائفي و المذهبي ذريعة لسفك الدماء و تمزيق الأوطان وتهديم الديار ...وما زال الجوار السوري يشهد في ظل فتاوى الفتنة و التمزيق خرابا بعد خراب وهبوطا بعد هبوط و سقوطا في حضيض الجهل والوحشية هدمت فيها كل قيم الانسانية والحضارة و الوطن و التاريخ .فهل يطمح أرباب الفتنة الى التعاطي مع المواطنة العراقية في ذات الإتجاه؟ ثانيا :إن التأجيج الطائفي الذي مارسته المنابرالطائفية المتخلفة في الأنبار وبممارساتها الفوضوية الغريبة تماما على مفاهيم الوحدة الوطنية والإخاء الإسلامي والروح الحضارية المدنية وبدفع من القوى الظلامية البعث و القاعدة ومشروع قطر السعودية تركيا سعت الى استنساخ الفاجعة السورية في الساحة العراقية بغباء مفرط ومع محاصرة المحاولة التامرية في مهدها و اندفاع أصحاب الشرف و الوطن من الاخوة المكون السني لوأد الموامرة و الحفاظ على الوطن الواحد ما عادت رواسب الفتنة تبدو للعيان الامن خلال عصابات قتل و جريمة تعمل هنا و هناك لتفتك بالابرياء دون أن تغفل دعواها بالحرص على أهل السنة و ما فقدوه في العراق الديموقراطي الجديد . ثالثا :إن جرائم كهذه تحمل بصمات المشروع التامري القطري السعودي لتقسيم العراق ضمن المشروع الامريكي الصهيوني لتمزيق الشرق الأوسط بكامله . ومنطقة النخيب المستقطعة من محافظة كربلاء إبان الحكم العشائري البعثي والملحقة بمحافظة الأنبارفي تلك المرحلة الزمنية تغدو بؤرة للقلق و التوتر عند دعاة الاقليم السني وما يستحق عند هؤلاء التسابق لاشعال نار الفتنة و الحروب وإراقة الدماء . رابعا :إن الحكومة الإتحادية والقوات المسلحة والقوات الأمنية مطالبة بحسم الرهان الخاسر على اللعبة السورية في العراق ووأد الفتنة التي يراهن عليها دعاة الفتنة السوداء في بلدان المسلمين ويتطلب ذلك تحصين العراق بكل طوائفة و مواطنيه أمام مخاطر النفوذ الفتنوي ثم ملاحقة الأشرار من عصابات القتل و الجريمة التي تستهدف المواطن العراقي بل و تتوخى فيه ردود الأفعال والتخندق الطائفي و الأعمال الإنتقامية المقابلة التي تؤدي الى خراب الوطن و فناء اهله. الرحمة و الخلود لشهداء النخيب و العزة و المجد للعراق .
مقالات اخرى للكاتب