منذ ان وقعنا ضحية عصابات الفصل العشائري انا وعشرات المواطنين ومنذ ان بعث لي الاستاذ عدنان الاسدي ضابطين من الداخلية للتحقيق في هذا النوع البشع من الجرائم التي تم فيها ابتزاز الضحايا ملايين الدنانير لم يتخذ اي اجراء عملي وملموس للقبض على هؤلاء النصابين بدليل الاتصالات التي تجرى معي من قبل الضحايا الجدد حتى وصل الحال ان بعض الضحايا – كما اخبروني - نجحوا بالتملص من هؤلاء " الغيرسزية" باستعمال السلاح الناري او الاشتباك بالايدي!
نقل لي احد الضابطين اللذين ارسلهما الاسدي تحيات والده الصحفي واخبرني ان والده همس له بوقوعه هو الاخر ضحية هذه العصابة و"خشية من المشاكل" لم يخبر ولده الرائد!!
قبل يومين اتصل بي مواطن من مدينة النجف الاشرف واخبرني انه مع والدته تركا بيتهما في مدينة الشعب وسكنا في دار للايجار في النجف لحين انجلاء الموقف.. والموقف العصيب الذي عاشه المواطن مع والدته ان عصابة تتجول بسيارة من نوع "سايبا" في محلات وازقة الشعب والبنوك بحثا عن ضحايا لها وقبل اسابيع خطفوا جد المواطن من حي البنوك وساوموا اهله على دفع "50" الف دولار مقابل اطلاق سراحه وبعد مفاوضات عسيرة تقرر دفع "30" الف دولار مقابل الافراج عن العجوز المخطوف الذي تجاوز الثمانين من عمره وقام الخاطفون برمي الجد العجوز في احد شوارع الشعب جثة مثخنة بعشرات الطعنات بالسكاكين ولم تكتف العصابة بقتل الجد وانما راحت هذه "السايبة" وفيها اربعة مجرمين عتاة برصد وترقب حفيد الجد لخطفه والمساومة عليه وبعد الدفع يقتل كالعادة!!
هذه العصابة الجوالة معروفة للمواطنين في مدينتي الشعب والبنوك وهي اتخذت من هذين الحيين مرتعا خصبا للخطف والقتل والارهاب.. فاين عيون الشرطة والسيطرات والاجهزة الامنية؟!
"داعش" و"القاعدة" اعلى اشكال التنظيمات الارهابية التي تقاتل عن بعد بينما في داخل بغداد وفي اوساط الاحياء والمحلات داخل العاصمة تتجول سيارات العصابات الجوالة لتضيف للمواطن العادي انهاكا نفسيا مضافا الى انهاكاته النفسية الناجمة عن السيارات المفخخة والعبوات والانتحاريين في اغلب الاحياء الشيعية في بغداد.. بصراحة ومن دون لف ودوران ان اغلب العصابات الاجرامية في الرصافة تترشح من منطقة معروفة ومعينة تقع على حافات العاصمة وهي التي تفرخ لبغداد عتاة المجرمين ومن اقاربهم النازحين من المحافظات والقرى واستوطنوا بغداد منذ عام 2003 وانهم عاطلون عن العمل ولايترددون عن ارتكاب ابشع الجرائم للحصول على المال الذي يوفر لهم المأكل او الملبس وارتياد المواخير والملاهي وبيوت الدعارة!!
اقول للاسدي ان عصابات الجريمة المنظمة – وقلتها مرارا وتكرارا في هذا العمود الصحفي – اخطر بالاف المرات من عصابات "داعش" .. ان الجريمة المنظمة ارهاب قوي يمزق الامن اربا اربا ويحول المواطن الى ضحية ورهينة بايدي عتاة المجرمين السفلة!
اين جهود "الداخلية" المسؤولة عن حماية المواطن ؟ وما هذا العجز الفاضح في تعقب المجرمين؟ ولمعلومات الاسدي ان اي ضحية لهؤلاء القتلة والمجرمين والنصابين ليس امامه الا ان يضع كفه على راحة يده ويستعيذ بالله من شياطين بغداد الجدد!!
قليلا جدا يارجال الداخلية من الحضور الشجاع والرجولي والمسؤول امام موجات المجرمين الذين حولوا حياة اهل بغداد الى قلق دائم!!
مقالات اخرى للكاتب