Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
اهوار العراق: صمود الحضارة ورحيل الماء
الثلاثاء, حزيران 7, 2016
د. حسن خليل حسن

لم يكن الانسان ليتردد لحظة في الفتك بالطبيعة والنظم البيئية على وجه هذه البسيطة من اجل الحفاظ على مصالحه الشخصية او زيادتها، ولكن لا يقارن اي تطاول بشري على الطبيعة عبر التاريخ بحادثة تجفيف الاهوار وتخريبها فقد امتدت اجنحتها على مساحات شاسعة من ارض الجنوب تصل الى اكثر من 16000 كيلومتر شكلت ملامح المحافظات الجنوبية للعراق (البصرة والناصرية والعمارة)، وحتى بعد ان اغتالتها ايد القحط وحنق السياسة أبت الاهوار ان الا ان تبقى القلب النابض للعراق وجودا انسانيا وحضاريا شغل العالم المتحضر فسحرت بعراقتها وتفردها وعطائها الثرّ الرحالة والمستشرقين الرواد الذي اهتموا كثيرا بالقيم التاريخية والمعرفية التي قامت في ربوع هذه البقعة المائية وظلت حاضرة بتفردها عالميا تنشر الق الحضارة واغاريدها رغم مرور الازمنة والدهور وتقطيع اوصالها الخضراء وخنق ربوعها الصاخبة بالحياة.
فالاهوار تعد جزءا من معالم العراق الكثيرة التي واجهت النكبات واستحقت ان تكون انموذجا للصلابة والبقاء رغم توالي المصائب ورزايا الدهور، مساحات هائمة في الاتساع واعماق مليئة بقصص ميثولوجيا البقاء وتنوع نادر للاحياء لا مثيل له في اي صقع من الاصقاع، والى وقت قريب كانت مملكة الماء عامرة بنقائها وعذوبتها وثوبها الاخضر البرّاق تشكل مستودعا للإسرار المهيبة وتتسع لعجائب الكون المثيرة فضلا عن عوالمها البيئية المتكاملة والمدهشة وشخصيتها الاستيطانية المميزة التي طبعتها صحائف الماء وموائد القصب وملاحم الطين.
وانطلقت خلال السنوات الاخيرة حملة وطنية عارمة لإدراج الاهوار العراقية على لائحة التراث العالمي الثقافي والحضاري الذي تدعمه منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ومع توفر جميع مقومات ومبررات ذلك، يبقى الامر مرهونا بتسخير الارادة الوطنية والنخبة الثقافية لتحقيق هذا الهدف في ظل تهافت الامم لتحقيق منجز عالمي على مستوى التراث او الحضارة او القيم التاريخية والحضارية لشعوبها.
وكباقي الملفات الوطنية الراكدة يبقى ادراج الاهوار كإرث انساني وتراث ثقافي فريسة التأخير رغم توقيع العراق على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي في العام 2008  لغرض الإسهام مع الدول والأطراف ذات العلاقة في صون هذا التراث عبر التعاون والمساعدة المتبادلة، فبالرغم من انضمام العراق الى اتفاقية صون التراث الثقافي المادي وغير المادي في 20/4/2006 إلا أن مجلس الرئاسة العراقي لم يصادق على هذا القانون ويقرَّه إلا بتاريخ 24/8/2009 (وهل هي قرارات اعدام تنتطر موافقة الاشتراكية الدولية عليها!!!!!).
ومن الملاحظ أن المدة الفارقة بين التاريخين تعد من أصعب المراحل التي مرَّت على العراق بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في ذلك الوقت، يضاف الى ذلك انشغال الحكومات بملفات سياسية اخرى فضلا عن عدم التركيز بحيثيات هذه الملفات بسبب تناقل وتبدل قيادات الوزارات المعنية او لأسباب خارجية منها السعي لتعطيل الملف من قبل بعض الدول لعدائها للعراق او لعهده الجديد.
اليوم وبعد تجفيف اكثر من 90% من مساحات الاهوار وانهيار نظامها البيئي والديموغرافي نحتاج الى تكاتف وطني وشحذ الهمم لإنجاح مشروع ادراج الاهوار وانجاح ملفها واعادته للظهور عالميا ليبقى هذا الجسد المُغتال شهيدا شاهدا على قساوة سياسة الظلم وحكام الجور وعلى عمق الحضارة البشرية التي سبقت جميع الحضارات وفتح انسانها مغاليق الحكمة والمعرفة فانتج اول حروف الكتابة وحفظتها مدن الاهوارعلى الواح الطين منذ ما يقرب من 7000 من عمر السنين.
وربما يثار سؤال متوقع مفاده (بماذا سيخدم الاهوار ادراجها تحت لائحة التراث العالمي) اليس هذا ترفاً لا مبرر له، وهل سيغير واقع الأهوار الحالي المأزوم بالتصحر والتشققات والموت البيئي.
وهنا نقول ان انجاح مشروع الادراج يخدم اهوار العراق في امرين:
اولهما: اثارة الشعور العالمي باهمية هذا المعلم وضخامة قيمته الانسانية وربما استطاع العراق الحصول بعد ذلك على مساعدة عالمية لدعم مشاريع انمائية مستدامة في هذه البقعة المهملة من العراق وتقديم المساعدة لصونها واعادة احيائها واتخاذ موقف داعم للحصول على حصة مائية كافية ومناسبة لادامتها (جزئيا) من دول الجوار.
ثانيهما: توفير دليل عالمي مساعد على اثارة وعي الداخل العراقي (الحكومي والمحلي) بشكل خاص لوضع استراتيجيات مجدية للاهتمام بهذه الثروة الطبيعية والعمل على ابقائها ونقلها كارث حضاري للاجيال القادمة .
يومها سنقول: انتعشت الحضارة وفاض الماء

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35359
Total : 101