العراق تايمز: كتب الكاتب الكويتي علي احمد البغلي
هناك تحول خطير حصل أخيراً ما زلنا غافلين أو متغافلين عنه، وربما ايضا من المعنيين بمواجهة العناصر المؤمنة حتى النخاع بأدبيات الإرهاب الدموي التكفيري الذي نما وترعرع بين ظهرانينا، وهو إرهاب ذو أصل ومنبع وفكر معروف لا ينكره إلا مكابر، وهو إرهاب إقليمي لا يعيش وينمو ويتكاثر كالفطر إلا بالتبشير به وبثه بالمناهج والمساجد والكتب الدينية ومواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، ويعززه ويقويه ويمده بأوكسجين الحياة والديمومة التمويل المالي المحلي، وهذا هو مربط الفرس وموضوع هذا المقال الصادم!
التمويل المالي للإرهاب المعاصر، بعد أن شددت دول العيون الحمراء الشقيقة عليه، انتقل إلى بلاد الهون أبرك.. نعم يا سادة، فالتمويل المالي لإرهاب «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» ينبع من الكويت، ويقوم به مؤيدوه وعلى عينك يا تاجر، من دون أدنى خشية أو خوف من يد أمن أو قانون تطالهم، كما رأينا أخيراً من دخول وخروج أحدهم وذهابه لتركيا وسوريا لنقل الأموال إليها، إلى ذلك التكفيري الذي اعترف بنحر طفل من عائلة يحقد هو ومن يؤمن بعقيدته التكفيرية على مذهبها، متوعداً بالنحر بيديه العاريتين لعشرة من أفراد العائلة نفسها ويطلب التبرع لذلك الهدف الدموي!… وهو مدرس بإحدى الكليات التي «ليس لها لزوم» و«لا فايدة ولا عايدة» غير تدريس الطلبة وملء عقولهم بأفكار التطرف والغلو!
كل هؤلاء وغيرهم الكثيرون، كانوا وما زلوا يتمادون بتصرفاتهم في مساندة الإرهاب، معنوياً ومالياً، من دون رادع من ضمير!
***
الصدمة المنقولة هو ما شهد به واحد من محبي الكويت – والحمد لله – وليس من مبغضيها، وهم ليسوا قلة ونعرف البعض منهم، حتى ممن يتمتع بجنسيتها وخيراتها، ولكن طبع اللؤم ونكران المعروف يغلب تطبع هذا البعض العاق!
الشاهد هو زميلنا البارز عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السابق ومحطة العربية، والكاتب الآن في الصحيفة نفسها، والذي كتب يوم الأربعاء 29 يونيو 2016 ما يلي:
«الفكر الذي تمت محاصرته هو المرتبط بالإرهاب، مثل دعوات الجهاد والقتال في سوريا والعراق واليمن والشيشان وغيرها، لم تعد موجودة نتيجة الملاحقات الأمنية… أيضاً (وهذا هو المهم) توقفت عمليات جمع الأموال لدعم التنظيمات بشكل عام، نتيجة الرقابة الرسمية الصارمة، وبسبب ذلك كتب في «تويتر» أحد المتطرفين السعوديين «أرجو من مشايخنا فتح حسابات في الكويت وإرسال «الآيبان» (الرمز البنكي للحساب) للناس، ما دامت الكويت أفضل…
رسالة تعبر عن غضب عند المتطرفين من حالة الحصار التي فرضت على ممارساتهم، التي أصبحت تعتبر جرائم يعاقب عليها النظام في السعودية، أما الكويت فقد بدأت متأخرة في ملاحقة التبرعات المشبوهة، ولا تزال مقصرة في محاربة الجماعات المتطرفة التي تجمع الأموال وتدعو للجهاد».. انتهى.
ونحن نقول للزميل عبد الرحمن الراشد صح لسانك، وما نطقت إلا بالحق والصواب الذي ربما يغفل عنه مسؤولونا الكرام في قطاعات وزارة الداخلية ووزارة الشؤون والبنك المركزي.
يأتيهم التمويل من الكويت التي أصبحت أخيراً بفضل هذه الغفلة جنة للمتطرفين الدواعش ومموليهم أو A.T.M (ماكينة الصرف الآلي) للدواعش!. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
