قد يكون النعمان ابن المنذر حاكم الحيرة هو اول قائد عربي قدم رأسه قربان للنصر العربي ضد الفرس في معركة ذي قار,وقد تكون صفعة امرأة عمورية وصرختها وامعتصماه كفيله بأثارة المشاعر العربية لدى المعتصم ليرد كرامتها,ولكن كم ام وطفل وامرأة وشاب وشيخ او عجوز صرخت الله واكبر خلصونا من الارهاب ,ولاحياة لمن تنادي,بل جاء الجواب واضحا بكسر سجن ابوغريب وخروج اخطر مجرمي القاعدة في العالم لمواصلة جرائمهم البشعة بحق ابناء شعبنا.
الملف الامني ليس ملفا صعبا في بلد خاض اعنف حربين مدمرتين في نهاية القرن الماضي,وتأخر مسألة تسليح القوات المسلحة بالاسلحة المتطورة لم تكن عملية معقدة او مستحيلة,لكن الفساد المالي والاداري والفضائح المتعلقة بأبرام العقود منذ بدايات استلام السلطة من الحاكم المدني بريمر اي الامريكان والى الان,هي العائق والعقبة الرئيسية الواقفة في مشروع اعادة بناء القوات المسلحة العراقية,
وبعد ان تم اقرار قانون مثير للجدل وهو دمج مايسمى بمليشيات المعارضة العراقية السابقة في الاجهزة الامنية,والتوزيع الشخصي والفئوي للرتب والمواقع والمسؤليات الامنية الحساسة لبعض الافراد القليلي الخبرة,والكارثة ان هناك قسم كبير منهم لم يخدم في الجيش العراقي السابق ولم يستخدم السلاح طيلة حياته,
والطامة الكبرى ان هناك قيادات عسكرية وامنية تحمل رتب عسكرية كبيرة لم تنهي حتى مرحلة الدراسة الابتدائية,
والحقيقة والواقع ان قانون دمج المليشيات لم يستفد منه غير القوات الكردية البيشمركة التي تنافس وتواجه احيانا الجيش العراقي الوطني كجيش لدولة ثانية ,
هذة الامور اضافة الى فساد عقود الاسلحة المعروفة محليا وجوليا,سببت خللا بل شللا واضحا في ادارة الملف الامني,
واصبحت الجماعات الارهابية اكثر قدرة على تحديد شكل ونوع وطريقة وازمنة واماكن واليات عملياتها الارهابية,
بينما يخرج علينا احد القادة العسكريين الذي وصل به العمر الى مابعد سن التقاعد يقول تحولت ادارة عملياتنا لعنصر المباغتة اى نحن المطرقة والارهابيين هم السندان بينما كنا بالعكس سابقا!
ان عودة جرائم القتل والابادة للعوئل الشيعية في المناطق المسماة
بحزام بغداد(اللطيفية),
واستمرار الاستهداف المتعمد للمناطق الشيعية في بغداد,وتنفيذ بعض العمليات الارهابية المحدودة في مناطق التواجد السني ,يترافق هذا الفعل الخبيث مع تجاهل او عجز الحكومة العراقية الفاقدة لمبدأ القدرة والكفاءة والتخطيط الاستراتيجي للقضاء على الارهاب,ولاسباب عديدة لاتتحملها الحكومة والاجهزة الامنية وحدها ,وانما تقع المسؤولية الاكبر على الكتل البرلمانية الغير متوافقة في عملية محاربة الفساد, وردع مروجي الفتن الطائفية والداعمين للجرائم الارهابية,
هذا فضلا عن ان النظام الديمقراطي في الدول الخارجة من ركام الانظمة الشمولية ,صاحبة التراث الاستبدادي التاريخي ,لايمكنها ان تحقق اي نجاحات مهمة في محاربة تركات واثار الانظمة السابقة,بنفس الطريقة التي تتعامل به الدول المتقدمة الاخرى,بل ان الارهاب ثبت انه قادر على استغلال المساحات القانونية المتاحة المصاحبة للانظمة الديمقراطية, للنفاذ من خلاله الى ساحة المواجهة والافلات من العقاب في اكثر من واقعة,وقد لاحظ الجميع اندفاع منظمات المجتمع المدني الدولية ,وكذلك بعض المنظمات والجمعيات المعنية بملفات حقوق الانسان اندفاعها في الدفاع عن الارهابيين والمطالبة بألغاء عقوبة الاعدام عن اخطر المجرمين,
في حين ان الحكومة العراقية تقف دائما موقف المدافع الضعيف عن اي اشارة تتعلق بسجناء مادة اربع ارهاب,
هذه الحالة نقلت صورة ورسالة سيئة للارهابيين ,اعطت لهم اشارات مهمة عن تذبذب القدرات والاستعدادات المنتظرة من الاجهزة الامنية والقوات المسلحة العراقية لمواجهتهم, او للحد من اندفاعاتهم المنسقة كما يبدوا خلف مايسمى مشروع بندر الصهيوني لتفكيك الهلال الشيعي بعد انهيار النظام سوريا,
هذه الفرضيات المنظر لها سابقا في اوساط المحللين السياسيين المهتمين بشؤون المنطقة العربية والدول المجاورة لها,باتت بعد ازمة كيمياوي الغوطة الشرقية اقرب للانتقال الى المرحلة الحساسة والخطرة او المصيرية منها,وهو تدخل الجيش الامريكي في معركة الشام الحاسمة او ماقبل جنيف2
,يبقى التسائل المشروع والذي يجب ان يطرحه كل مواطن عراقي على ممثليه في البرلمان والحكومة,ماذا اعددتم للمستقبل المجهول,
وانتم اليوم تسجلون عجز شبه كامل عن ايقاف عجلة الارهاب,نحن لانشكك بقدرات الجندي العراقي وشجاعته,ولكننا نشكك بقدرة وكفاءة ونزاهة بعض القيادات العسكرية,التي قد تكون ثغرة قاتلة في ساعات المواجهة مع الاحداث والجرائم الارهابية الخطيرة المهددة للامن الوطني والقومي.
ان الدول الديمقراطية الحديتة قد لاتحتاج الى قائد شجاع في ميدان المعركة الحربية ,مع ان اللوبي اليهودي الامريكي ردد عبارات قاسية ضد تردد اوباما في الضربة المحتملة ضد سوريا,متمنيا عودة الشبح البوشي الاب والابن الى الواجهة مجددا,انما هي تبحت عن البرامج الحكومية والعقليات الاقتصادية والمالية الشرسة او الناجحة,
بينما في دول شرق البحر المتوسط , او الشرق الاوسط والدول والعربية تحديدا بحاجة حتى مع وجود خطوات جادة لبناء نظام ديمقراطي حديث, الى قائد يرسم صورة واقعية عن حضوره الميداني,ويثبت للاعدء قبل الاصدقاء ولمقاتليه انه قادر من ان يكون قائد معركة المصير,لا ان يتمترس خلف الحواجز الكونكريتية,يسمع بأستغاثة ضحايا الارهاب دون ان تنتفض عند البعض الغيرة العربية والانسانية لنصرة الابرياء وانقاذهم من سكاكين ورصاص الغدر والخيانة,
ودون ان نجد ان هناك اهتمام سياسي وامني او حتى اعلامي رسمي بمايحصل في بلاد مابين النهرين من جرائم مخيفة ,لن تعيد الهدوء والامن والاستقرار النفسي والاجتماعي لهم على اقل تقدير في القريب المنظور,وانما سيحتاج العراقيون والعرب الى سنين طوال حتى يتسنى لهم نسيان اعنف تجربة سياسية وارهابية قاسية في تاريخه الحديت.
فهل سينزل القائد الى ارض المعركة والعراق يقدم في كل يوم او مامجموعه في شهر من الضحايا ,مايفوق احيانا مايسقط في الحروب الشرسة.
مقالات اخرى للكاتب