يواجه العراق هجمة شرسة، من قوى إرهابية، مدعومة من دول إقليمية، لتنفيذ مخطط خبيث هدفه تمزيق وحدة العراق، ومعظم القوات، التي تواجه هذا الإرهاب العالمي؛ لا تمتلك الوسائل المناسبة؛ لمواجهة هذا المد الإرهابي.
بعد تقدم ما يُسمى مسلحي داعش، وإحتلالهم مناطق حيوية شاسعة في سوريا والعراق، كانت للقوى العالمية العظمى كلمة أخرى، بعد الصمت المُطبق على جرائم داعش، وقتلهم الآلاف بدم بارد؛ شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، تحالفاً دولياً جديداً، لمواجهه التنظيمات الإرهابية في العراق، ومن المحتمل سوريا، ونعتقد إن التدخل الدولي القادم، سينقل الإرهاب الى دولٍ أخرى، لتنفيذ مآرب ومصالح خاصة، في حين سيحاول التحالف الدولي، إعادة الاستقرار الى العراق وبدء الإستثمارات، على غرار ما حصل للكويت عام 1991.
في معظم الدول العربية تكرس الثروات الوطنية؛ لخدمة أنظمة الحكم وإدامة سلطتها، وتحول الذهب الأسود، من نعمة الى نقمة، زادت من معاناة شعوب أغلب الدول النفطية.
أُستغلِت عائدات النفط، لتقوية سلطات الحكام، وتأسيس مؤسسات أمنية وعسكرية، تذود عن الأنظمة الفاسدة، بدلاً من الذود عن الشعب ومؤسسات الدولة، وأفضل مثال على ذلك ما فعله النظام البعثي الصدامي السابق الذي خصص90 % من الثروات النفطية لتأسيس جيش مليوني كان الهدف منه هو حماية القائد الضرورة، وبدلاً من تسخير تلك الثروات لنهضة البلد وتنميته؛ من خلال بناء مدارس، مستشفيات، معاهد، جامعات، بعد التغيير عام 2003، إنتقلت أموال العراق، الى جيوب المفسدين من السياسيين والحكام، ولم نشهد إستثمارات خدمية، تُشعِر المواطن بنهاية حقبة مظلمة، وبداية عهدٍ جديد.
لم يكن إسم السيد العبادي، مطروحاً على طاولة ترشيح رئاسة الوزراء، داخل أروقة التحالف الوطني، ونجح التحالف الوطني بإقناع أغلب القوى السياسية والكتل، بالقبول بالسيد العبادي لترأس الحكومة الجديدة، وكان العبادي مرشح اللحظة الأخيرة، قد حظي بتأييد المرجعية وجميع الكيانات السياسية، والدول الإقليمية والأوربية وأمريكا، وينتظر العراقيون، إعلان الحكومة الجديدة، خلال الساعات أو الأيام المقبلة، حسب ما ستفضيه التفاهمات، بشأن توزيع الحقائب الوزارية.
يتكون العراق من عدة طوائف وأديان ومذاهب، وتعرض بعض أبناء هذه الطوائف والأديان، الى الظلم والإجحاف، على مدى العصور الماضية، بسبب التمييز الطائفي الحكومي، الذي طال أبناء الشعب العراقي، إبان حكم الديكتاتور الطاغية صدام حسين.
ليس هناك مرحلة سياسية غامضة الاهداف، تشابه المرحلة الحالية التي يشهدها العراق؛ والتي اتعبت عقول المحللين السياسيين، لاسيما عامة الناس؛ لأن الأزمات والحروب، دائماً تكون مكشوفة الاسباب والاهداف، المتتبع لما يجري على الساحة العراقية والسورية، يرى إن القوى العالمية الآن؛ تقف ضد داعش، وداعش تقاتل منذ سنين بسلاح أوربي، ثم جاءت الى العراق بسلاحٍ متطور، مصدره أمريكا، واليوم تعلن أمريكا وحلفاؤها، وقوفها بوجه مسلحي داعش، وستنهي تواجده في العراق، وإيقاف زحف مسلحيه، نحو تأسيس دولة إسلامية.
ربما يتكرر سيناريو حرب الخليج الثانية، وإتخاذ داعش ذريعة، للتواجد الدولي العسكري، في الخليج والشام، وما سيحصل مجرد مناقلة للإرهاب، من دولٍ الى أخرى، وأهم ما في الأمر، هو (تعافي العراق) بأمر دولي لا رجعة فيه.
مقالات اخرى للكاتب