يعيبون زواج المتعة وتلك خصيصة إلهية مثبة بآية قرانية: فما إستمتعم به منهن فآتوهن إجورهن فريضة ولا جناح عليكم "النساء 24 , ويسمون أبناء المذهب الإمامي على الإطلاق أولاد المتعة وكأن المتعة زنا. فماذا يقولون لو كانت مجرد حديثا لقالوا : حديثا مدسوسا أو مقطوعا أو غير موثوق إلى ما في سلسلة المسميات عن الأحاديث , لكنه آية .
جاء في البخاري عن أبن عباس قوله : كنا نغزوا مع النبي "ص" وليس معنا نساء فقلنا : ألا نختصي ؟ فنهانا عن ذلك ورخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب, ثم قرأ : يا أيها الذين آمنوا لا تُحرموا طيبات ما أحل الله لكم "ج6ص110" , وفي صحيح مسلم بالإسناد إلى جابر بن عبد الله أنه قال : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق أيام الرسول وأبي بكر حتى نهى عنه عمر . ولعل اصوب قول ما قاله عبد الله بن عمر لرجل من الشام سأله عنها : قال حلال . قال أن اباك قد نهى عنها . رد عليه : أأترك السنة وأتبع قول أبي .
هناك أسباب كثيرة أمام رب العالمين تجعله يسهب في قضية ما ويتشدد في أخرى وعلى العموم هي مصلحة الإنسان . على سبيل المثال أن العرب كانت تسرف في شرب الخمر فتدرج وإياهم على مهل في جملة آيات كريمة إبتدا من لا تقربوا الصلاة ...إلى إنما الخمر والميسر ... كذلك الجنس فقد كانت الجزيرةالعربية تمارس أنماطا من الزيجات والنكاح تصل حد القرف خاصة في زواج الأبناء من زوجة أبيهم المتوفي , وكانوا يسمونه نكاح المقت, وهناك نكاح التبضيع من أحد وجوه القوم فارسا أو شاعرا أو كريما , ولقد عد المؤرخون جملة من هذه الأنواع هي : نكاح بغي , ومقت, وإستبضاع وبدل ,
ومتعة, وبعولة, ورهط, وزنا, وشفار, وشراء . ولهذا جعل الله أمامهم جملة خيارات سليمة : تعدد الزوجات لحد الأربع , وما ملكت أيمانكم وزواج المتعة . ومن مفاسد الناس بشؤون الدين الأخذ بالظواهر والقياس عليها وتلك خطيئة ربما تقود إلى الكفر . والغريب أن الذين يتفلسفون ويفتون بفساد زواج المتعة يسمحون لأنفسهم خلق زيجات جديدة مثال على ذلك الزواج بنية الطلاق الذي أفتى به الشيخ أحمد القطان وزواج جهاد النكاح , الذي أفتى به العريفي والآن يتراجع ويحمل مخالفيه الدس عليه بالفتوى وهي منشورة على صفحته وإذا لم تخنِ الذاكرة سمعته يلقى خطبة بجامع
الحصري في 6 اكتوبر في مصر ويطلب إمتاع المجاهدين حنانا ورأفة بهولاء المكافحين عن بيضة الإسلام والذابين عن الدين والمضحين في سبيل العقيدة , لقد أضافت هذه الفتوة الملعونة أعدادا لمن يطلقون على أنفسهم المجاهدين ولفتت أنظار الناس إلى الحرمان الذين يعيشونه حتى تكسرت قلوب بعض العذارى لهم , فسعودية قتل زوجها مجاهدا, وهبت نفسها لزعيم قيادي في دير الزور ونشرت صورها وهي تتجول هناك , ولحقتها مغنية الروك الإنكليزية سالي جونز , وأب مسكين نهض صباحا ليوقظ إبنتيه للمدرسة وجدهما هاربتين للنكاح والترفيه عن المقاتلين . بالمناسبة ممارسة نكاح
الجهاد لا تقتصر على واحد بل من شروطها الترفيه عن أكبر عدد ممكن ,حتى يكون الآجر مضاعفا , وفي أكثر من بلد عربي أو أوربي أو غيرهما هناك العشرات من الباحثات عن الهروب لممارسة هذه الفريضة , ألا يستاهل هؤلاء المجاهدين أن تهبهم بعض النساء أنفسهن . كم من علماء المسلمين متعاطف مع هذا التوجه ويحملون بقلوبهم ألماً للإخوة المحرومين من متعة النكاح ودفء الحضن , ولو طلب بعضهم الغلمان لتطوع داعيا عبقريا بعد أن ينزع الحياء من وجهه ويخرج لهم فتوى لا تقل حماقة عن سابقتها , فهولاء يستحقون أن يكون الدين بخدمتهم لا هم بخدمة الدين , انه دين الجهالة
والمندسين وتجار المذاهب وتربية التعصب وكره الآخرين . أنها فتاوى لممارسة البغاء بغطاء الدين , أيجد أعداء الدين أفضل من هكذا خدمة للتزييف والتشويه , يا مومسات العالم ويا ناشدت الجنس لكن أسوة حسنة وانت تناضلن بفروجكن بدل السلاح في بلاد الكفر الإسلامي .
مقالات اخرى للكاتب