العراق تايمز: كتب اختصاصي جراحة القلب الدكتور عقيل سلمان مندل
زرت مدينة صغيرة يوم امس تقع في ناحيه مهجورة من محافظة فقيرة تعداد سكانها يقارب 10 الف نسمة، شوارعها منظمة وجميلة، فيها عدد من المدارس ومستوصف وصيدلية و منظومة مياه صحية وملاعب للكبار والصغار، بالاضافة الى سوق عصري، معظم المواد المعروضة فيه من انتاج مزارع المدينة، وشاهدت مولد كهرباء كبير واحد، وحسب ما اخبرني مضيفي ان كل بيت مشترك ب 2 امبير فقط مقابل 5 الاف دينار فقط .
سألت مضيفي ؟
انا : لابد ان احد ابنائكم مجاهد كبير ؟
هو : كلا , اهل مدينتنا رفضوا الكل.. بعد ان ايقنو فسادهم مبكرا !
انا : لكني اشاهد ان المحافظة مهتمة بمدينتكم !
هو : إعلم اننا لم نشاهد مسؤول في مدينتنا منذ حملة الانتخابات قبل الاخيرة.
انا : اذن مسؤولي المحافظة جيدين ! والدليل هذا التنظيم والتطور في مدينتكم.
هو : نحن حالة تكاد ان تكون فريدة , هل شاهدت مركز للشرطه في مدينتنا ؟
انا : كلا ,( وبعد ان تنبهت ) صحيح لماذا ؟
هو : مشاكلنا بسيطة ونحلها بيننا.
انا : من اين لكم كل هذا ؟
هو : بعد توفيق الله , هذا من معرفتنا للحسين عليه السلام.
انا : ماذا تقصد بمعرفتكم للحسين واي حسين تقصد؟
هو : هههههه نعم حسيننا هو الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
انا : وهو سلام الله عليه حسيننا ايضا.
هو : ربما نعم ولا ,,,,,, انظر منذ سبع سنين، وبعد ان شعرنا اننا مهمشون وان القوم تطبيقهم يخالف شعارهم وانهم استغفلونا باسم الحسين , وبعد الصدمة ونقاش بيننا، ولا اخفيك ان الشك دخل في قلوب بعض شبابنا، ولولا رحمة الله وحكمة كبارنا ودعوتهم لنا بان نبحث عن الحسين عليه السلام، وصادف ان محرم الحرام على الابواب..
انا : نعم ماذا حدث ؟
هو : كانت كل سنة تنطلق من مدينتنا عشرة مواكب كبيرة نحو المحافظة، بالاضافة الى عشرات المواكب داخل المدينة وتستمر لمدة اربعون يوما، تقدم فيها وجبات الطعام والاشربة ومدينتنا لاتنام .
انا : وهذا ما نفعله جميعا , اين الاختلاف ؟
هو : قررنا ان نعمل موكب واحد مركزي كبير، على ان تقدم فيه الاشربة فقط، وان يكلف بعض متعلمي المدينة المؤمنين باعداد منهاج ايماني ارشادي يتضمن السيرة الحسينية بطريقة لا تخلو من الشجن والحزن، ولا تستجدي الدموع استجداءا بالاضافة الى القصائد ومراعاة الحفاظ على التهذيب كون مجالسنا جعلناها تضم ابنائنا وبناتنا .
انا : وبعد !!
هو : سمحنا لاطفالنا ان يقيموا مواكب صغيرة في الاحياء من باب تشجيعهم وتدريبهم.
انا : لا يوجد شي جديد !
هو : الجديد هو اننا اقسمنا على دفع ماكنا ننوي صرفه على ادامة فعالية الاكل والشرب في صندوق مركزي وبرعاية هيئة منتخبه من اخيار المدينة.
انا : وهل تحقق لكم ذلك؟
هو : نعم , هل تعلم كم المبلغ الذي جمعناه اول مره ؟
انا : ماذا يكون مليونان , ثلاثه ..!
هو : 260 مليون دينار .
انا : مبلغ جيد ماذا فعلتم به ؟
هو : طرحت افكار كثيرة.. لكننا اتفقنا على شراء 6 سيارات نقل جماعي من المدينة والى مركز المحافظة، وسلمناها الى بعض مواطني المدينة، وفتحنا حقول لتربية الدواجن، بالاضافة الى مزرعة للخضار .
انا : موضوع شيق وبعدها ..!
هو : حتى ما اتى محرم مرة اخرى حتى اصبحنا اكثر تنظيما، بعض المواكب اختصت بطباعة المنشورات الحسينية العلوية المحمدية، و توزيغ اقراص CD، وخصصنا ارقام هاتف بالتنسيق مع مصرف الدم في المحافظة للتبرع بالدم تحت الطلب وعلى طيلة ايام السنة بعد جرد الراغبين بالتبرع وخاصة الاصناف النادرة.
انا : اي ....!!
هو : هل تعلم كم ارباحنا من الاستثمار الذي عملناه ؟
انا : كم ؟
هو : بالاضافة الى 260 مليون دينار،راسمالنا، ريحنا 150 مليون دينار وشغلنا 50 عائلة.
انا : ماشاء الله .
هو : واستمرت تبرعاتنا فكانت في تلك السنة 300 مليون دينار + 150 مليون ارباح السنة الفائتة، فقررنا تاسيس شركة سيارات للنقل الجماعي، وازدنا السيارات الى 15 سيارة، وفتح ورشة للخياطة، وبناء مزرعتين نموذجيتين، وازدادت عدد العوائل العاملة الى 200 عائلة.
انا : ماذا بعد ؟
هو : اسسنا مجلس استشاري ووضعنا الاولويات في السنة الثالثة، كبرنا الاستثمار وعبدنا الشوارع وانشأنا المدارس
انا : ها !!!
هو : الان لدينا استثمار بقيمة 5 مليار دينار، وما تراه من بنى تحتية.. ولايوجد لدينا عائلة فقيرة لم نضمن لهم عيش كريم من صندوق الحسين عليه السلام، علما ان مواكبنا عامرة بغذاء الروح.
انا : انتم فهمتم الحسين عليه السلام اصلاح ونحن فهمنا الحسين عليه السلام كرنفال!!!
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله الحسين وعلى الذين استشهدوا بين يديك وعلى السائرين على نهجك ولعن الله قاتليك ومن ضيع حقك وطمس نهضتك.
