رغم كل ما قيل ويقال عن الاوضاع السائدة حاليا في العراق فانها افضل بكثير من تلك الفترة التي سبقت احداث التغيير في 2003، الفترة التي سبقت سقوط النظام البائد في نيسان 2003، كانت من الفترات التي كلفت العراقيين الكثير من المآسي، وكان خلالها العراقي يأمل بالكثير عند رحيل النظام وتوقع احلاما وردية بالانتقال الى فترة يزدهر فيها العراق من جميع الجوانب اسوة بالدول الاخرى القريبة منه، انطلاقا من ان الرفاهية التي يعيشها الاخرون سببها في المقام الاول الثروة النفطية التي يمتلكونها والعراق يمتلك اكثر منهم.
المواطن العراقي اليوم وبعد الموافقة على قانون الانتخابات واتاحة الفرصة والاستعدادات لاجراء الانتخابات التشريعية القادمة في نيسان 2014 كما هو مقرر لها، فانه يعيش حالة لايغادر فيها الامنيات من دون تحقيق ما يصبو اليه بعد ازالة الاسباب التي كانت تقف عائقا في طريق العيش برفاهية، وهذه الامنيات حق مشروع بعد الميزانيات المليارية سنة بعد اخرى، المواطن ينتظر ان يزدهر القطاع الصناعي وعودة الحياة للمعامل والمصانع التي كانت تعمل سابقا والتي بامكانها ان تقضي ولو على نسبة جيدة من البطالة المتفشية، العراق بلد الحضارات ويمتلك الكثير من الاماكن التي تستقطب السياح الاجانب كما كان سابقا ويدر موردا جيدا بالاضافة للسياحة الدينية، وهناك بلدان تعيش على السياحة فقط دون موارد اخرى وتعيش في بحبوحة، البلدان تبحث عن عوامل الازهار لشعوبها، وفي العراق مازالت الخلافات السياسية والازمة العراقية تشل الكثير من مفاصل الحياة ولابد من وضع نهاية لها، وهذه الازمة بدورها اثرت على الاستقرار الامني حسب التصريحات الرسمية وآن الاوان للتعايش السلمي ونبذ الطائفية المقيتة والنهوض مجددا وايقاف شلالات الدم العراقي البريء، متى تنتهي ازمة الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والخدمات الصحية وتبليط الشوارع والانتهاء من مشاكل الصرف الصحي، ومتى ينتهي مسلسل الفساد والمفسدين؟
العراق الغني بموارده مازال الكثير من طلبة المدارس دوامهم في الكرفانات والمدارس الطينية التي تفتقر الى ابسط الشروط الصحية والتربوية لخلق الاجواء التي تساعد الطلبة على التفوق، متى ياتي اليوم التي يختفي فيها المتسولون في شوارع العراق البلد النفطي، متى يكون برنامج الرعاية الاجتماعية منصفا للايتام والارامل؟ واما البطاقة التموينية فحدث ولا حرج اصبحت لاتسد رمق الغالبية من المواطنيين وهم بانتظار الحل بعد الوعود الكثيرة التي اصبحت اكثر من مفرداتها. العراق كان رائدا في مجال الزراعة وهل ياتي يوم ينتهي المستورد من الفواكه والخضار في الاسواق ويكون المنتوج العراقي سيدا للاسواق؟
التطور والازدهار لاياتي بالبيانات والتصريحات بل بالعمل الواقعي، العراق بحاجة الى بناء الكثير من المرافق المهمة ويفترض ان تكون ساحاته غابة من الرافعات التي تشيد المعامل والمصانع والمجمعات السكنية التي تليق بابناء العراق ويجب ان تكون هناك حملة كبيرة لاعادة التاهيل، ومن ينقذ المواطن ومتى من العيش في الاحلام وعالم الامنيات ويعيش برفاهية اكثر من الاخرين لتوفر عناصر الازهار والتطور ولكنها بحاجة الى ارادة ورجاحة العقل، ولكن لابد ان يسود الصحيح.
مقالات اخرى للكاتب