يبدو ان الصلصال، وهو مزيج مجدب مشبع بالمواد المعدنية، قد يكون مهد ولادة الحياة على الارض، أو على الاقل المُركب البيولوجي الكيماوي الذي جعل الحياة ممكنة. هذا ما توصل اليه باحثون من "جامعة كورنيل للهندسة البيولوجية" ونشروه في العدد السابع من المجلة الالكترونية "سيانتيفيك ريبورتس" التابعة لمؤسسة "نايتشر بابليشنغ".
ويقول البروفسور دان ليو، استاذ الهندسة البيولوجية والبيئية وعضو "معهد كافلي" في جامعة كورنيل: "نعتقد ان الهلام المائي الصلصالي لعب في العصور الجيولوجية الاولى دور الحاضن للذرات العضوية والتفاعلات البيوكيماوية".
ويضيف انه في مياه البحار القديمة، شكل الصلصال هلاما مائيا، وهو تكدس للفقاعات الميكروسكوبية قادر على امتصاص السوائل مثل الاسفنجة. وخلال بلايين السنين انجزت المواد الكيماوية في هذه الفقاعات التفاعلات المعقدة التي شكلت البروتينات والحمض النووي، وعلى الارجح كل الآلية التي تجعل الخلية الحية تعمل. ويرجح ان الهلام المائي الصلصالي انتج وحمى هذه العمليات الكيماوية الى حين ولادة الغشاء الذي يحيط بالخلايا الحية".