العراق تايمز: كتب الباحث المصري مجدي خليل..
لعل ما نشر عن جرائم صدام حسين من قبل منظمات لها مصداقيتها كالأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان وعشرات المنظمات الحقوقية الأخرى والمعارضة العراقية في الخارج هي أشياء يقف الإنسان مذهولا أمامها من قسوتها، ولعلها تذكرني بعبارة “أن الإنسان هو أقسى الحيوانات”. ولا أستطيع في مساحة صغيرة استعراض مختلف أنواع هذه الجرائم، ولكننا سنذكر البعض منها وفقا للمصادر التي ذكرتها وعلى مسؤولية هذه المصادر.
1- كلفت حروب صدام العراقيين أكثر من مليون قتيل، كما قتل زهاء مليون إيراني في حرب الخليج الأولى.
2- قتل صدام 6000 مدني بالأسلحة الكيميائية في حلبجة، 182000من قتلى الأنفال الأكراد الأبرياء، 4200 قرية موثقة في الأمم المتحدة من قرى الأكراد قد تمت إزالتها ولا يزال هناك 17000 سجين سياسي مفقود في العراق حتى هذه اللحظة وفقا لتقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان.
3- سجل صدام حسين سابقة تاريخية حيث أستخدم الصواريخ أرض – أرض ضد شعبه عام 91، وكذلك أستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أكثر من مرة.
4- كلفت حروب صدام منطقة الشرق الأوسط أكثر من 1000 مليار دولار.
5- لصدام حسين ألقاب وأسماء بعدد الأسماء الحسنى منها الفارس، الرفيق، المغوار، المناضل، بطل التحرير، المجاهد، القدوة، باني العراق، صانع النصر، بطل السلام… أالخ.
6- شرد صدام من شعبه في الخارج اكثر من أربعة ملايين عراقي توزعوا على كل أركان الأرض، ومنهم من غرق أثناء محاولته الهرب إلى دول المهجر،ففى 19اكتوبر2001 غرق اكثر من 300 عراقى امام جزيرة جاو الاندونيسية وهم فى طريقهم للهرب الى استراليا، ومنهم من يعيش ذليلا في معسكرات الإيواء رغم أنهم ينتسبون إلى دولة تعد من أغنى دول العالم وفقا لتعداد سكانها، هذا بالاضافة الى اكثر من مليون عراقى تم تشريدهم داخليا عن طريق التهجير الاجبارى.
7- أثناء الحرب مع إيران أجبر صدام العراقيين على التبرع بالذهب. في عام 1996 أحتفل بعيد ميلاده بعربة جياد مصنوعة من الذهب.
8- لم يمت في حروب صدام عراقي واحد مع إسرائيل.
9- طبقا لقانون القرابة يعاقب قريبك الأول بالعقوبة عند هروبك من عقوبة سياسية ضد نظام صدام. وفي كل الأحوال يعاقب باقي الأقرباء بشكل متدرج أيضا.
10- طبقا لقانون الانتقاد تكون عرضة لعقوبات متفاوتة تصل إلى الإعدام عند انتقادك نظام صدام، قانون القرابة يتدخل أيضا.
11- طبقا لقانون الأخبار يتعرض لعقوبة مماثلة الذي يحاول تنظيم نشاط معادي لسلطة صدام.
12- طلب صدام من صهريه حسين كامل وصدام كامل العودة إلى العراق وطمأنهما بأنه أعفى عنهما، وبمجرد وصولهم لم يكتف بقتلهما وإنما قام بتصوير عملية القتل.
13-في جمهورية صدام إذا كان لك قريب قد أعدم بسبب جريمة سياسية فإنك لا تستلم الجثة ما لم توقع ورقة تشهد انه خائن للوطن وتتعهد أن لا تقيم له أي عزاء بالإضافة إلى دفعك مبلغ الرصاصات التي استخدمت في الإعدام وأجرة من قام بالعملية.
14- في واحدة من أيام عام 1997 زار قصى صدام حسين سجن أبو غريب (غرب بغداد) وحين وجد السجن مزدحما جدا، أمر بالعملية الشهيرة، (بتنظيف السجون)، العملية ببساطة كانت إعدام بضعة آلاف، وقد تم بالخطأ إعدام أربعة أردنيين ضمن المقتولين.
15- كلنا نتذكر النعوش الطائرة للمصريين الذين قتلوا في العراق بتوجيهات من النظام، ونفى المسؤولون العراقيون وقتها أنهم وراءها رغم أن العملية كلها كانت بتوجيهات عليا.
16- حين يضبط أي عراقي وعنده جهاز لاقط (دش) يغرم من 300-500 ألف دينار عراقي ويسجن من 3 ــ 6شهور، لا تسأل عن التليفون المحمول أو الانترنيت أو الفاكس أو آلات التصوير فكلها ممنوعات في جمهورية القائد المغوار.
17- لصدام ثلاثة أخوة لم ينه أي منهم المدرسة الثانوية، أصبح كلهم وزراء وشديدي الثراء.
18- بينما كان العراقيون يقتلون بمئات الآلاف، ضاعف صدام وعائلته ثرائهم وفسادهم، وكان برزان التكريتي (الأخ غير الشقيق لصدام) يدير هذه الثروة للعائلة من مقرة في جنيف،فى حين ان 40فى المائة من اطفال العراق فى السنوات الاخيرة فى سن السادسة لم يلتحقوا بالتعليم نتيجة للفقر حسب تقرير اليونسيف.
19- بني صدام عدد كبير من القصور الرئاسية (لديه العشرات) شديدة الفخامة بينما يموت الشعب العراقي من الجوع في ظل الحصار ولدى عدي والآخرين من عائلته قصور مماثلة وامتيازات لا تعد.
20- تحت حكم صدام صنف العراقيين إلى طبقات ثلاثة وفقا لرأى المعارضة العراقية في الخارج، السادة : وهم عائلة صدام، الخدم : وهم الحاشية، العبيد : باقي الشعب العراقي.
21- في احتفالات ومسيرات النظام يحشد الناس من المدارس والمصانع والحقول والجامعات وباقي مؤسسات الدولة ويساقون كالخراف مع ابتسامات مصطنعة ووفقا لما ذكرته منظمة العفو الدولية من يمتنع قد يتهم بالخيانة.
22- لعدي صدام حسين صحيفة يومية وأسبوعية ومجلة شهرية ومحطة إذاعة ومحطة تليفزيونية، وقد منح حديثا لقب “صحفي القرن”.
23- كسب صدام حسين آخر استفتاء بنسبة 100% وبحضور شعبي 100% وفقا لما أعلنته بغداد.
24- الشخصيات الشهيرة التي لم يستطع صدام قتلها وتمكنت من الهرب إلى الخارج نزع عنها جنسياتها العراقية كما تقول بيانات المعارضة العراقية فى الخارج، ومن الأمثلة : محمد الجواهري، عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري، محمد بحر العلوم، مصطفي جمال الدين، سعدي يوسف، طعمة فرمان، سليم مطر، أحمد مطر، مظفر النواب.. الخ. ومن بقي في جنة صدام تمت تصفيته.
25- بسبب قانون الأخبار تم قتل الطبيب راجح التكريتي (نقيب الأطباء العراقيين السابق)، بطريقة بشعة حيث تم وضعه في قفص مع 25 كلب جائع ومسعور وبحضور الوزراء الذين أمروا أن يشهدوا ذلك الإعدام المتوحش.
26- قتل صدام 500 من رفاق حزبه وعوائلهم حين استلم السلطة عام 79، وقتل 25فرد برىء من عائلة المعارض العراقي محمد الحكيم حين رفض العودة من خارج العراق ليعدم، بنفس الطريقة تمت تصفية وزير الصحة العراقي رياض إبراهيم وآلاف آخرين.
27- زوج بنت صدام وأبن عمه – الذي تم قتله – لم يكمل المدرسة الابتدائية ومع ذلك أصبح وزيرا لوزارات الصناعة والدفاع والتعليم العالي والنفط قبل أن يصبح المشرف العام الثاني بعد صدام. وبعد قتله قال عنه صدام أنه لا يستطيع كتابة أسمه بشكل صحيح.
28- عند ترشيح أي عراقي للبرلمان لابد أن يقر أنه مؤمن بمبادئ انقلاب 17-30 تموز (الذي جلب البعث إلى حكم العراق) ومشتركا بإيمان مشهود له بالحرب مع إيران (قادسية صدام) وكذلك يكون قد أشترك وآمن بحرب غزو الكويت (أم المعارك) وأن يكون قابلا مؤمنا بدور حزب البعث في حكم العراق وقيادة السلطة فيه مخلصا بمبادئ الحزب ومؤمنا ومحبا حقيقيا للقائد العظيم صدام حسين ومباركا لعظمته وما قدمه من خدمة لرفعة العراق.
29- صدام يعد أحد طغاة القرن وأنضم إلى رفاقه من أمثال : ستالين، وهتلر، وشاوشيسكو، وسوهارتو، وماركوس، وموبوتو، وبوكاسا، وبينوشية، ومليوسوفيتش.. ألخ.
30- عندما أجبر صدام على الخروج من الكويت قام بإحراق آبار البترول التي استمرت حرائقها لمدة ثمانية أشهر وتكلف إعادة تشغيلها 40 مليار دولار.
31-اصدرت منظمة مراقبة حقوق الانسان فى25 يناير 2003 تقريرا من 16 صفحة عن عرب الاهوار وثقت فيه الانتهاكات التى ارتكبها النظام العراقى ومن بينها،القصف المنهجى للقرى،الاعتقالات التعسفية الواسعة النطاق، التعذيب، حالات الاختفاء،الاعدامات الفورية، التهجير القسرى مما ادى الى انخفاض عددهم من 250 الفا الى 40 الفا وتم القضاء على اقتصاد الاهوار تقريبا، مما ادى الى نزوح 100الف من عرب الاهوار من ديارهم وفرار 40 الف اخرين كالاجئين الى ايران.
32-صدام ونظامه مسؤول عن العقوبات الدولية التى فرضت على العراق وادت الى مقتل الاف الاطفال من الشعب العراقى.
33-حسب ما قاله رئيس اركان الجيش العراقى اثناء غزو الكويت بانه لم يكن يعرف بالخطة الا صباح يوم الغزو،وثلاثة فقط من القريبيين من صدام هم الذين كانوا على العلم بنوياه تجاه الكويت.
34-هناك 124 شخصا من رجال الدين الشيعة تم قتلهم واسماءهم وطرق قتلهم موجودة لدى المنظمات الشيعية. ومنهم حسب الالقاب الدينية للشيعة:اية الله العظمى محمد باقر الصدر،اية الله العظمى ميرزا على الغرورى،اية الله مرتضى البروجردى،حجة الاسلام امين الحلخالى، حجة الاسلام محمد القوجانى، العلامة السيد مهدى الحكيم،اية الله السعيد محمد محمد صادق الصدر والشيخ محمد على الشهرستانى —الخ. والموسف طريقة قتل هؤلاء والتى تراوحت بين القتل بالسم،اعدام من امن الثورة،وفاة تحت التعذيب،او اغتيالات او حقنة سامة او قتل من قبل سلطات الامن واخيرا حوادث سير.
35-لايتورع صدام عن استخدام كل انواع الاسلحة المحرمة والاساليب المحرمة فى حروبه.وقد استخدم الاسلحة الكيميائية ضد ايران وكذلك حرب المدن ضد المدنيين الايرانيين،وهدد باستخدام الدروع البشرية والرهائن الاجانب فى حرب الخليج الثانية، ولولا وصول رسالة شديدة اللهجة من الامريكيين بان استخدام الرهائن الاجانب معناه استهداف نظامه وتراجع فى سبيل الحفاظ على كرسيه، ومن المحتمل ان يستخدم هذه الاساليب فى الحرب القادمة اذا تمكن من ذلك.
36-حتى البيئة لم تسلم من اذىاذى صدام حسين فقد اطلق البرنامج البيئى للامم المتحدة على عملية تجفيف الاهوار (احد اعظم الكوارث البيئية فى العالم)،كما انه قام بحرق 600 بئر بترول كويتى واستمرت الحرائق الملوثة للبيئة ثمانية اشهر،ولا ننسى ضرب ناقلات البترول اثناء حرب الخليج الاولى وما صاحب ذلك من تلوث بيئى والاضرار بالكائنات المائية.
37- اصدر نظام صدام مرسوما يقضى بعقوبة الاعدام لكل جرائم الدعارة والممارسات الجنسية المثلية او تسهيل الدعارة والقوادة،وعادة ما يتم الاعدام بدون محاكمة رسمية.والكثير من هذه التهم توجه لاسباب سياسية وليست اخلاقية كما ذكرت منظمة مراقبة حقوق الانسان.
38-يعد نظام صدام اسوأ نظام فيما يتعلق بسجلات حقوق الأنسان فى العالم،وكما تقول منظمة العفو الدولية أن كل أنوع وطرق التعذيب والقتل والاعدام المحظورة او المعروفة طبقها نظام صدام حسين،بإلاضافة إلى التعذيب الممنهج والقمع السياسى المنظم حكوميا.
39-مثل كل الطغاة يطبق صدام حسين سياستى حافة الهاوية والأرض المحروقة،فهو لا يقدم تنازلات إلا عنما تقترب المطرقة من راسه،وفى حالة الهزيمة المؤكدة لنظامه يسعى لتطبيق سياسة الأرض المحروقة وخيار شمشون،ولهذا فى حالة اى حملة دولية على العراق ستكون خسائرها فادحة إن لم تسعى القوات المهاجمةإلى محاصرة صدام وعناصر نظامه مع بداية الهجوم.
هذا جزء من كم هائل من جرائم ارتكبها القائد المبجل صدام حسين وتمتلئ بها صفحات منظمات حقوق الإنسان في العالم.
إن أنظمة مثل نظام طالبان ونظام صدام حسين تمثل دمامل تاريخية فى الجسد البشرى وتعكس الجانب الشرير فى التاريخ اللأنسانى. لو افلت صدام ونظامه هذه المرة لكان معنى ذلك أنهزام الضمير البشرى والقانون الانسانى الدولى فى مواجهة التمسك بالمفهوم الكلاسيكىلسيادة الدول والمصالح الاوروبية الضيقة،وكما يقول الرئيس التشيكى السابق فاكلاف هافيل “إن حياة الناس وحرية الناس وكرامة الناس تمثل قيما أسمى من سيادة الدولة”.
الغريب أنه لمدة تزيد عن ثلاثة عقود لم يحاول العرب فيها فعل شئ لتخليص الشعب المسكين من بين أنيابه، بل لم تصدر إدانة عربية موحدة ضده، والأكثر مدعاة للسخرية أن ثلاثة دول عربية أيدت غزوه للكويت عام.1990 والآن تخرج عدد كبير من الأصوات مدعية الخوف على الشعب العراقي وهم في الحقيقة يدافعون عن هذا الطاغية. لماذا لم يتذكروا الشعب العراقي طوال هذه المدة ؟ وأين كانت ضمائرهم ؟ وهل سيحدث للشعب العراقي أكثر مما فعله صدام ؟ وهل ينتظرون حتى يقضي على البقية الباقية من الشعب ؟ أين أنتم يا عرب من إدانة كل هذا الظلم؟ ولماذا لم نسمع لكم صوت ؟ أسئلة كثيرة ولكنها كالمعتاد بلا إجابات.
