الخلافات والاختلافات وعندما تتضاعف وتتصدر يومياتنا فاننا يقينا سنعاني من مشاكل وهموم وصراعات تثقل كاهلنا وتؤثر سلبا على مستقبلنا كشعب يريد ان يلحق بركب الشعوب المتحضرة والمتمدنة . وخلافاتنا واختلافنا هي ليست وليدة اليوم واللحظة بل اننا ومنذ حكم الملكية في العراق كنا ومازلنا نختلف عليه . نعم لو قلبنا كتب التاريخ سنجد اننا نختلف ونخالف ولم نتفق والامثلة كثيرة ومنها اننا لم نتفق قط على شخصيت سياسية منها قادة العراق ومنذ الملكية التي اختلف عليها الكثير الى عبد الكريم قاسم ونوري السعيد وعبد السلام وعبد الرحمن عارف مرورا باحمد حسن البكر فصدام حسين الذي تصدر قائمة المعارضين والمؤيدين لمدة حكمه في العراق وكثيرا ماختلفنا بآرائنا عن ساسة وحكام العراق ، والى يومنا هذا عندما لم نتفق واختلفنا على الجعفري والمالكي وصولا الى حيدر العبادي بل وحتى ساسة العراق الذين اشعلوا فتيل خلافاتنا واختلافنا . واليوم وبعد اعلان وفاة السياسي النائب احمد الجلبي اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنبا رحيله التي حملت معها مزيدا من التعليقات والآراء منها من ساسة ومعارضين ومثقفين وتعليقات من مؤيدين لسياسة الراحل الجلبي ، وبعيدا عن آرائنا فان الاراء والتعليقات التي ما زالت تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت مدعومة بصور فوتغرافية مختلفة عن الراحل الى جانب قصصا ونبذة عن تاريخ الجلبي ومنذ خروجه من العراق ومعارضته للنظام السابق وصدام حسين الى قدومه مع اول دبابة امريكية والمدة التي تراس فيها حزبه وزعامته لحركة المؤتمر الوطني العراقي ومارافقه من احداث سياسية تصدرت المشهد السياسي العراقي . نعم آراء وتعليقات قط لم تتفق مع بعضها فهناك من يسب ويشتم ويلعن وهناك من يترحم ويترحم ويسال الباري عزوجل ان يرحمه وهناك من تناول اهم جوانب حياته السياسية وآخرين تناولوا الجوانب السلبية للراحل ونها سرقة المليارات والوثائق والاثار العراقية وآراء اخرى تؤيد سياسة الراحل على انها المكر والخداع بعينه وكان له الفضل الاول والاخير بخلاص العراقيين من نظام صدام بعدما احتال على اقوى واكبر دولة في العالم . اميركا . واقنعهم بالمجيء الى العراق مع جيوشهم ليسقطوا النظام . نعم اذن هي خلافات واختلافات لم تتفق ابدا مع بعضها . والسؤال متى سنتفق في العراق على شخصية وطنية سياسية عراقية الاصل تقود العراق الى بر الامان وان كانت احاديث جانبية تؤكد وان ظهر لنا احد الاولياء الصالحين ليقود العراق فان الغالبية ستختلف عليه بل تخالفه ! نعم لماذا هذه النظرة على شعب لايريد الا العيش أمنا حرا سعيدا يضمن له ولعائلته العيش بسلام وحب وحاله حال الدول التي تنعم بالامن والسلام خاصة ان في العراق ثروات لايستهان بها بل يسيل لعاب دول كبرى عليها . اعود لخلافاتنا واختلافنا التي لاتقودنا الا الى الهلاك والضعف وتجعلنا الدولة الاضعف بين دول المنطقة وهانحن اليوم نعيش صراعات سياسية ومذهبية وطائفية واجتماعية ونعاني من تفشي الفساد والانفلات الامني والتدهور الصحي والنفسي والخدمي وآخرها الافلاس الذي يهدد العراق بمجاعة كارثية اذا مابقينا نعتمد على وارادات النفط الذي يستمر بالهبوط . نعم خلافاتنا واختلافنا هي احد اهم الاسباب التي اوصلتنا الى هذا الحد نعم حد اننا نختلف اليوم عن الميت الذي صار اليوم بين يــــــدي الله سبحـــانه وتعالى وهو العلي القدير في يوم الحساب وكــــلنا على هذا الدرب سائرون . فلنترك خلافاتنا واختلافنا ونتصالح مع انفســـــــنا على اقل تقدير .
مقالات اخرى للكاتب