بعد الاحتلال الامريكي للعراق وانهاء الدولة العراقية عن طريق حل مؤسساتها العسكرية والامنية والسياسية اصبح العراق ارض خصبة لتنفيذ مشاريع ومخططات توسعية دولية واقليمية كل منها يبحث عن مصالحه الشخصية وكيفية السيطرة على الموارد الطبعية وخيرات البلاد والوسيلة لتحقيق ذلك تغذية النزاعات الطائفية بين ابناء الشعب واتباع سياسة " فرق تسد" التي اودت بحياة الالف من الابرياء ،ان الفراغ الامني والسياسي بعد الاحتلال الامريكي جعل العراق ساحة مفتوحة لتنافس الدولي والاقليمي ومحاولة كل طرف فرض مشروعه على الاخر، على المستوى الدولي تحاول الولايات المتحدة الامريكية تنفيذ خططتها واهدافها في المنطقة من خلال (مشروع بايدن) الذي يهدف الى تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات جديدة قائمة على اسس مذهبية وعرقية ، بحيث يقسم العراق الى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية ومنها ينطلق لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد عن طريق تفتيت دوله الى كانتونات صغيرة متناحر لسهولة السيطرة على مواردها الطبيعية ومن ابرزها النفط.
اما على المستوى الاقليمي يبرز الصراع التنافسي بين ايران وتركيا على العراق فعلى مرالتاريخ كلما ضعفت الدولة العراقية ازدادة حدة الصراع التنافسي بينهما للسيطرة على اراضيه الغنية بالموارد الطبيعية من خلال دعم جماعات واحزاب تابع لكلا الطرفين تنفذ حرب بالوكالة من اجل مشروعهما الخاص للسيطرة على المنطقة ،هذه الجماعات والاحزاب التي غذتها اطراف خارجية ادخلت العراق في صراعات طائفية دموية الخاسر الوحيد فيها الشعب ،فقد اودت بحياة الالف من المدنيين الابرياء ورمل الملايين من النساء ويتم الملايين من الاطفال ولم يبقى بيت عراقي الا وفيه مصيبة او فاجئة ، لم يتوقف الامر عنده هذه الكوراث الانسانية من تدمير المدن وتشريد سكانها في العراء دون غذاء او ماوى يحميهم من حرارة الشمس وبرد الشتاء وانما سببت النزاعات والحروب خلافات واحقاد بين ابناء الشعب الامر الذي مزق اللحمة الوطنية بين ابناء المجتمع الواحد حيث اصبح كل طرف يتخدق في صف ويتحين الفرص للقضاء على الاخر .
فليس هناك امام العراقيين سوى خيارين كلاهما مر ( التقسيم او الفدرالية) وبما ان خيار التقسيم ليس من صالح العراقيين لانه ينهي دولة العراق فكثير منهم يرفض هذا الخيار حبا وافاءا لبلدهم العريق ،الا ان الواقع المرير وماتقوم به مليشيات الموت من قتل وتهجير طائفي ينذر بخطر التقسيم ان استمر الوضع على ماهو عليه.
ولذلك يبدو بان خيار الفدرالية هو الانسب والافضل حاليا لاسباب عديدة منها :
1_الحفاظ على كيان وحدة الدولة العراقية.
2_نزع الاحتقان الطائفي الذي خلفته الاحزاب السياسية ومليشياتها المجرمة من الشارع العراقي .
3_ ايقاف نزيف الدعم العراقي الي يسيل منذ ثلاث عشرة عام
4_منع تغول وسيادة طائفة معينه على حساب الطوائف الاخرى.
5_عدم السماح للقوى السياسية التابعة لاجندة خارجية التدخل في شؤون المحافظات الاخرى.
ولو نظرنا الى واقع الشارع العراقي ندرك جيدا صعوبة التعايش بين ابناء البلد الواحد خاصة بعد تفرد قوى وجماعات طائفية تابعة لجهات خارجية بالسلطة السياسية والعسكرية ،فلم يبقى للعراقيين سوى فرصة واحدة للتعايش وللحفاظ على الهوية العراقية وهي تطبيق "نظام الفدرالية" الذي نص عليه الستور العراقي وفقا للمادة 16 منه (على ان تبقى بغداد عاصمة مركزية وان تتخذ الادارة في تلك الفدرنة) وهي تنظيم ادراي للمحافظات يعطي لكل محافظة صلاحيات واسعة لادارة شؤونها الدخلية بتشكيل قوات عسكرية وامنية من ابناء المحافظة للدفاع عنها ويتولى مجلس المحافظةتنفيذ خطط الاعمار والاسثمار فيها وبذلك يمنع الاحتقان الذي خلفته الصراعات الطائفية وشيئا فشيئا يتعافي الجسد العراقي من مرض الطائفية وتبدا قلوب العراقيين تحن لبعضها البعض
مقالات اخرى للكاتب