لصوصُ وجودِنا منّا وفينا
وأيّ غنيمةٍ جلبتْ مُشينا
توحّشَ خلقُها والباءُ طارتْ
فأضحى الشرُّ قانونا مُبينا
فرائِسُها من الأهوال ضَجّتْ
وكلّ فريسةٍ بَعثتْ أنينا
وإنْ كثرتْ لصوصٌ في بلادٍ
يكون فسادُها شرعا ودينا
فما فيها من الأموالِ تُدحى
بلاقفةٍ وقد سَلبَتْ ثمينا
غسيلُ المالِ بُرهانُ انتهابٍ
ومَفسدةٍ إذا افتقدتْ مُدينا
بلايينٌ من الأموال ضاعتْ
ويَبْقى الشعبُ مُرتهنا حَزينا
مَناصبُها من الإثراءِ طاشتْ
وما خَجلتْ وقد وَجدتْ قرينا
وإنْ جشعتْ نفوسٌ واسْتطاعتْ
أجازتْ في رَغائبها الكَمِينا
بأمْر السوءِ مَنهجُها المُفدى
يُداعِبها ويَمْنحها القَمِينا
ومِنْ نفطٍ إلى قحطٍ هَواها
كأنّ عجافها أكلتْ بَدينا
إذا الأخلاقُ في وطنٍ ترَدّتْ
تداعى في مَجاهِلها رَهينا
وإنّ الشعبَ من دَجلٍ وبُهتٍ
أضاعَ مَسيرةً وغدى سَجينا
وعَقلُ الناسِ مُعتقلٌ طريدٌ
لهيبُ مَشاعرٍ أذْكتْ طميْنا
ومِنْ عَجَبٍ تشظّى قومُ إلاّ
وشانوا في ضَراوتها الجَبينا
كأنّ الدينَ مُنطلقُ احْترابٍ
يُسوّغُ آثما يرعى المُهينا
خزائنُ أمّةٍ نُهبَتْ بقولٍ
يُخاطِبُ رغبةً بَعثتْ دَفينا
فلا تعتبْ على فقرٍ وجهلٍ
وحِرمانٍ تعاقبَ مُسْتكينا
هيَ الدنيا كما وَهَبتْ يَدانا
ودارتْ في مَعاقِلنا سِنينا
وإنْ سادتْ لصوصٌ في ديارٍ
تولّى الشعبُ مَنهجَها الحَصينا
وحوشُ الغابِ عادلةٌ ودوما
تبادلُ بَعضها صَيْدا سَمينا
وكلّ ضَحيّةٍ نطقتْ أساها
ورامتْ مِنْ مَخاوفها عَرينا
ضَحاياها سَتفترسُ الضَحايا
لأنّ جُموعَها أضْحَتْ تَنينا
وقدْ زأرَتْ وعاشتْ في رُهابٍ
تَملّكها فأوْرَدَها طنينا
فعشْ لصًا بأرضٍ تَحتَ لُصٍّ
تباركَ لُصّها دوما أمينا!!