الازمة والازمات فـــي كل زمان لها بعدها الخاص,
وفــي كل مكان لها شكلها الخاص,
الازمة أو الازمات لها مصانع ومعامل ومطابخ تتفاوت بين ماركة واخرى,
وخصوصا بعد 2003 ومروراً بسنة 2007 عندما ساهمت الازمة في العراق الى وصول مجموعة من الفاشلين الى سدة الحكم والهيمنة على مصدر القرار,
الازمة بضاعةً تجارالسياسة يفتعلونها وشعب يستهلكونها,
هكذا اصبح العراق والعراقيون في حياتنا المعاصرة بحيث تتـفـشـى نسبة الازمة99% على الصعيد الفردي والاجتماعي . وهناك تفاوت ملحوض
فالانسان العراقي من ولادته الى شيخوخته يكون مشبع بالازمات يختلف عن الانسان اليباني والاوربي الاخيران ينتجون في مجتمعاتهم وفوائدهم تعم البشرية عكس الانسان العراقي الذي هو مصدر للقلق .ولست بصدد التحليل بين الانسان العراقي وغيره. بقدر ان اشير الى الانطباع العام مؤخراً ومن المستفيد من تلك الثقافة(الازمات) وفي المقام يوجد شاهد حال ذلك التفاوت ,عندما اقيمت مباريات دولية لسباق الزوارق البحرية بين فريقين عربي وياباني وكل فريق متكون من عشرة .واحد يقود والتسعة الباقين يجلفون الماء. وعند فوز الفريق الياباني اجتمعت الجامعة العربية الملحق الرياضي لمعرفة اسباب خسارة الفريق (العربي) امام خصمه الياباني فوجدوا بان الفريق العربي المكون من عشرة وكانوا التسعة اشخاص يقودون و واحد يجلف الماء .! ومع كل هذا تم معاقبة هذا الشخص الذي كان يجلف الماء..! )
فمشيئة الاقدار في العراق الجديد ساقت العراقيون نحو الازمات , فأثمرت لنا رجالات وكتل واحزاب وبرلمانيين وتجاروشركات وشيوخ ومقاومين ومقاولين وعناوين وشخصيات اسمائهم تناطح السماء وهكذا.
مثلاً ازمة الطائفية التي اجتاحت المدن والقرى تسببت بخلق لنا احزاب وكتل واشخاص ..الخ فنجد هؤلاء يقتاتون على موائد الطائفية ولولا الطائفية لما وُجدوا واصبحوا بهذا الشأن , ولولا الطائفية لما حصلوا على الاصوات والمقاعد مثلاَ اذا رايت شخص يسب الصحابة او الرافضة, فهو يتاجر ومتعطش للكرسي ويتاجربالقضية
وكذلك الازمة السياسية اوجدت لنا احزاب واقطاب وكتل سياسية جائت بهم الازمة وليست الصدفة .
ــ وازمة الصراع وكثرة المشاكل بين العشائر افرزت شيوخ عشائراعدادهم يفوق عدد العشيرة الواحدة واصبح لكل مشكلة وفصل لها تسعيرة حسب حجم المشكلة واهم صفة يمتاز بها الشيخ ان لايمتلك (لاذمة ولاضمير) وبهتاناً وظلماً يشد راية العباس.
ــ واما ازمة الكهرباء فتسببت بكثرة المولدات وما يعاقبها من مؤثرات خانقة ومشاكل في البيئة وتدهور بالجانب النفسي والاخلاقي.
ــ واما ازمة السكن تسببت بكثرة اماكن المتجاوزين واستغلال الاراضي الزراعية.وقطع النخيل العراقي بلاهوادة وانتهاء الزراعة في العراق.
ــ واما الازمة الامنية فأثمرت باستيراد جهازالسونار بملاين الدولارات, وتكاثرت السيطرات في عموم الشوارع التي لاتخلوا من تسعيرة كلاً بحسب الموقع.وعسكرة المجتمع وكانه حرب عالمية
ــ وازمة الفقر والبطالة فهي بحد ذاتها مصانع لتصديرالارهاب في شتى المدن,ومخابرات الدول المجاورة تستثمرالفقروالبطالة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية. وتعتمد على الشباب العاطل ليكونوا حقلاً لتجاربهم,
ــ وازمة الارامل والمطلقات.والايتام والمحرومين باعدادهم وكثرتهم المخيفة تنبئ بكارثة قادمة تحرق الاخضرواليابس.
فجميع تلك الازمات اليوم هي رأس مال الاحزاب والمتصارعون على المناصب. فجميع هؤلاء في موسم الانتخابات ينادون ويتباكون على حقوق هؤلاء اصحاب(الازمات).
فلولا الازمة لما خرجنا للمظاهرات والاعتصامات,وطالبنا بالانتخابات,
ورشحناهم وانتخبناهم.فبقاء الازمات من بقائهم. وذهاب الازمة يعني ذهابهم, وهذا الامر ابداًلايروق لهم.ويتأسون بمقولة(جوع كلبك يتبعك)
فموسم الانتخابات قادم ودرازن من الازمات جاهزة التي يسيل لها لعاب الساسة المراهقين للانتخابات,
وابرز الازمات التي سبقت الانتخابات القادمة هي ازمة (داعش) والتي هي بالحقيقة والواقع تحشيد الشيعة للانتخابات القادمة وبث روح القلق من القاعدة والطائفية وبالتيجة سيتم استرجاع شعبية رئيس الوزراء التي ستنتهي ولايته..
مقالات اخرى للكاتب