بعد غياب المراسم الرسمية بالاحتفال بمولد الجيش العراقي الباسل كما ينبغي والإحتفاء به في ذكرى تأسيسه ..الجمهور قام بذلك واحتفى به ثقافيا ، الجيش العراقي الذي بقي سوراً للوطن طوال (95) عاماً .. وظل وفياً لمبادئه العسكرية ورمزاً وطنياً كبيراً صاحب المهمات الكبيرة والبطولات الفذة، أصر الشعب على الأحتفاء بجيشه وبطريقته الخاصة ، حيث شهدت الفعاليات الثقافية في شارع المتنبي إهتماماً ملحوظاً بهذه المناسبة وخصصت معظم تلك الفعاليات لهذا الغرض، فقد نظمت دائرة التوعية والإعلام البيئي في وزارة الصحة فعالية في باحة المركز الثقافي البغدادي وأنشدت مجموعة من الطالبات والاطفال الأناشيد الوطنية التي تمجد الجيش العراقي . كما نظمت فعالية رفع العلم العراقي من قبل طالبات مدرسة الخمائل في ديالى ومجموعة من الفرق الكشفية لتربية الرصافة الأولى. المجتمع المدني العراقي إحتفى بالجيش العراقي في ذكرى تأسيسه فقد نظمت مجموعة شعراء المتنبي مهرجاناً شعرياً بهذه المناسبة ألقيت خلال المهرجان قصائد شعرية تضامناً مع جنودنا البواسل كما نظمت مؤسسة عمار إحتفالية خاصة بهذه المناسبة .. وأستضاف الملتقى الثقافي العميد نجيب الصالحي للحديث عن تأريخ الجيش العراقي، وفي الإطار نفسه أقامت رابطة تحقيق الانساب في العراق والوطن العربي محاضرة بعنوان تأريخ الجيش العراقي والمفهوم العسكري، ألقاها الخبير طارق حرب ،وفي قاعة ألف ليلة وليلة في المركز الثقافي البغدادي عرضت مجموعة أفلام قصيرة عن مسيرة الجيش العراقي .. وشاركت رابطة آفاق بغداد بإحتفالية بهذه المناسبة .. كما أن منتدى النخب بدأ فعاليته الجمعة 6 كانون الثاني 2017 بتقديم التهاني للحاضرين بمناسبة عيد الجيش . إذن الشعب إحتفى بجيشه .. الجيش الذي تعرض إلى محن كثيرة مثلما تعرض الوطن، وُزج في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل، وأُستنزف برجاله ومعداته وأسلحته .. كما تعرض إلى المهانة عندما زج به الدكتاتور لغزو الكويت حيث دخل بعدها في معركة غير متكافئة أمام تحالف من (30) دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .. وتعرض إلى إنتكاسة أخرى عندما أصدر بريمر قراره بحل الجيش .. وعندما بدأ مشواره الجديد بإعادة تأسيسه حيث وجد أمامه عدواً شرساً إضطر لخوض معارك عديدة ضده لحماية العراق، فكانت معارك في الرمادي والفلوجة والنجف والبصرة والحويجة وديالى وجرف النصر. وما كاد أن يلتقط انفاسه حتى جاءت هجمة داعش الإرهابية حيث تعرض هذا الجيش مرة أخرى إلى انتكاسة كبرى عندما تخلى عنه عدد كبير من ضباطه وجنوده وتركوا أسلحتهم دون قتال في محافظة نينوى لأسباب سيكشف عنها التأريخ مستقبلا، ومع كل هذه المآسي التي مرت بالجيش فإنه نهض من جديد عام 2016 وخاض مجموعة معارك بمساندة الحشد الشعبي والشرطة الوطنية وبقية الفصائل الساندة وحقق إنتصارات عديدة إستطاع من خلالها طرد التنظيم الإرهابي في عدد من المدن العراقية وتوجت الإنتصارات في نينوى حيث قضي على التنظيم في معظم المناطق والاحياء ولم يبق إلا القليل حتى يعلن بيان النصر والخلاص من داعش . ألف تحية لجيشنا العراقي الباسل، ومجداً لشهدائنا، وهنيئاً للعراقيين إحتفائهم بجيشهم، فقد ولد من أرحامهم وحمل غيرتهم وشجاعتهم وإصرارهم على العيش بسلام وكرامة .
مقالات اخرى للكاتب