تتعرض كردستان اليوم الى هجمة شرسة من القوى الظلامية المتمثلة باﻹرهابيين الدواعش والماكنة اﻹعلامية العنصرية التي تديرها جهات سياسية معروفة بعدائها للشعب الكردي وقيادته الحكيمة. هذه الظروف تتطلب أكثر من أي وقت مضى، وقفة واحدة بعيداً عن المصالح الحزبية الضيّقة، وذلك من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بالدماء الزكية ﻷبناء الشعب الكردي. لقد استبشر الشعب الكردي خيراً عندما أُنتخب السيد العبادي رئيساً للوزراء خلفاً للمالكي الذي لم يترك وسيلة إلا واستخدمها ضد إقليم كردستان وذلك ﻹضعافه وإذلاله، متناسياً أن من سبقوه من اعداء الشعب الكردي فشلوا جميعاً في تحقيق مآربهم الشيطانية العنصرية القذرة. لكن يبدو ان السيد العبادي استسلم ﻷجندات نوري المالكي وأعوانه، وذلك بالسير وفق توجهات ورغبات اﻷخير في تعامله مع إقليم كردستان .
جبهة المالكي تعمل على الاستمرار في فرض الحصار على اﻹقليم، إضافة الى سياسة التسقيط السياسي بحق الرموز الوطنية الكردية عبرَ افتعال اﻷكاذيب، الهدف منها خلق أجواء من العداء ضد الشعب الكردي من خلال قنواتها الفضائية، مثل قناة آفاق التي تداربأموال سرقها المالكي أيام كان رئيساً للوزراء، ناهيك عن الكُتّاب المأجورين والمعروفين بحقدهم على الشعب الكردي، الذين يواصلون هجماتهم اللاخلاقية على إقليم كردستان وقادته .
إن سياسات هؤلاء باتت واضحة ومكشوفة، فهم يحاولون شق الصف الكردي وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الكردي. يهاجمون من لايرضخ لسياساتهم ويمدحون من لا يعترض على نهجهم العنصري. الكردي الوطني والمخلص في قاموس هؤلاء هو الذي لايعارض سياساتهم العدائية. والويل لمن لايتنازل عن حقوق الشعب الكردي ويقف بوجه مخططاتهم البائسة، إذ يعلنون حرباً شعواء عليه. لكن ومع كل اﻷسف أن هناك من بين بعض الساسة اﻷكراد من يصطاد في الماء العكر من أجل مصالح شخصية وحزبية ضيقة، وذلك من خلال تقرّبه من أعداء الشعب الكردي وإطلاق تصريحات بين حين وآخر وبتوقيتات مدروسة، دون مبالاة لما يتعرض له الشعب الكردي من دسائس ومخططات. ولكن ليعلم الجميع ان سياسة فرّق تسد التي ينتهجها اﻷعداء، إنما تهدف في ستراتيجيتها الى تمزيق الشعب الكردي وإضعافه والسيطرة عليه في نهاية اﻷمر. لكن الشعب الكردي لن ينخدع بهؤلاء وسيظل وفياً ﻷرضه وقادته .
نظرة سريعة على بعض القنوات الفضائية والصحف وخاصة الالكترونية منها ، تعطيك صورة واضحة عن الحقد الدفين تجاه الشعب الكردي. لايهدأ لهم بال في عدائهم للاكراد. يخلقون قصصاً من نسج أوهامهم بغية التعبئة ضد الاكراد وإفشال الواقع السياسي القائم في إقليم كردستان الذي أصبح شوكة في عيون اﻷعداء الذين يصعب عليهم حتى أن يذكروا كلمة كردستان في كتاباتهم وتصريحاتهم، لانها تؤرقهم. كل من هبّ ودب من هؤلاء الحاقدين ومسك القلم، بدأ يفرغ سمومه على الشعب الكردي. ينادون بالوطنية واﻷخوة من حين لآخر وهم عنصريون حتى النخاع .
عودة الى السيد العبادي الذي أصبح لاحول ولاقوة له، إذ ان جبهة المالكي خيّرته بين تصفيته أو الانصياع إليها والسير على نهجها، مما حدى بالسيد العبادي أن يستسلم للأمر الواقع المفروض ويسير على النهج الذي رُسِمَ له عنوةً. المالكي يحكم ويخطط من خلف الستار والعبادي يُنفذ. وبعد أن سكتت أبواق المالكي لفترة قصيرة بعد استلام العبادي لرئاسة الوزراء، عادت تلك الابواق من جديد تعمل ﻹفشال العلاقة بين المركز وإقليم كردستان، وماهي ممارسات العبادي تجاه الاقليم إلا دليل قاطع على تحقيق أهداف المالكي وجبهته والتي يراد منها خلق الفتنة واﻷزمات وإشعال فتيل الحرب .
مقالات اخرى للكاتب