لا اقصد بهذا العنوان الإساءة لاحد من غير التركمان. ولا اقصد على الأطلاق سوى ما سأسود به اسطري هذه واسرده من حقائق بعد قراءتي للواقع السياسي التركماني في ظل السياسات المختلفة والإدارات المتعددة التي توالت على حكم العراق في التاريخ الحديث.
البيانات السياسية التي بين أيدينا تشير إشارة واضحة بان لا احد للتركمان غير التركمان انفسهم. ولا احد يعمل من اجل المصلحة التركمانية ضمن الحدود العراقية وخارجها. وهذه حقيقة لمسناها بأيدينا وشاهدناها بأم أعيننا ونحن نخوض غمار العمل السياسي بعد اعتراكنا في السلك الحساس المليء بالمسؤوليات تجاه الله رب العالمين أولا وتجاه شعبنا ثانيا.
إن العملية السياسية وبعد استنفار الهمم من السياسيين التركمان والنواب ورؤساء الأحزاب والحركات السياسية، نجدها تراوح في مكانها، وان العمل بإرادة الشعب التركماني ضئيل للغاية، والدليل على ذلك الحقوق التركمانية المسلوبة التي لم تسترد لغاية يومنا هذا رغم زمن الديمقراطية والحرية والرفاه الذي ندعيه اليوم.
إن بعض الذين اتخذناهم أصدقاء لنا في مسيرتنا السياسية، والذين كنا ننتظر منهم مساندة ودعما لانتزاع الحقوق التركمانية المسلوبة نجدهم على ارض الواقع بحلة غير الذي كنا ننتظر. ولم يحركوا ساكنا لمد يد العون إلى التركمان ومناصرة قضيتهم العادلة إن لم نكن نفاجأ منهم بشيء من الممانعة والاعتراض على مطالبتنا بحقوقنا المسلوبة كأراضينا التي ما زالت تحت تصرف الغير رغم امتلاك التركمان لسندات الطابو التي تثبت عائديه هذه الأراضي والأوراق التي تدل دلالة واضحة إلى إغتصاب تلك الأراضي رغم انف أصحابها بممارسة دكتاتورية ظالمة إلى اقصى الحدود. فان النظام السابق الذي اصدر القرارات المجحفة لمصادرة الأراضي العائدة إلى التركمان بحجج واهية وتافهة قد الغيت الكثير من قراراتها إلا أن القرارات التي تخص أراضينا المغتصبة منذ اكثر من 45 سنة ما تزال قائمة لحد الأن.
مع شديد الأسف إن الدولة العراقية والحكومة والمنظمات الدولية وخاصة التي تعني بحقوق الأنسان لم تلتفت إلى إرادة الشعب التركماني في استرداد حقوقه المغتصبة. رغم مناشدات التركمان ولسنين طويلة بتلك الحقوق أسوة بالقوميات الأخرى المتعايشة في العراق. ونجدها (أي الحكومة) تستجيب لمطالب المتظاهرين في كثير من الأمور بعد شهرين من التظاهرات التي عمت بعض المحافظات مثل الغاء بعض القوانين ومنها 76-88 ورفع الحجوزات على ممتلكات الأشخاص المحسوبين على النظام السابق. وهذه كانت بضغط الشارع على الحكومة والخروج بمظاهرات شعبية. ومن الملفت للنظر أن القيادات التي تدعم التظاهرات وتساندها هم انفسهم من يرفضون تطبيق القانون 13 وحل النزاعات الملكية في مدينة كركوك واستراد الأراضي التركمانية إلى أصحابها الشرعيين بعد انتظار طويل.
في اجتماعاتنا البرلمانية خلال السنوات الماضية كنا نفاجئ ببعض ممن كنا ننتظر منهم موقفا إيجابيا تجاهنا، بانهم يسيرون بعكس رغباتنا وبعكس الكثير مما اتفقنا عليه معهم وانهم قد غيروا المسار لسبب أو لأخر. وهذا ما قوى الإيمان في انفسنا بان ليس للتركمان غير التركمان.
فقد حان يوم النهضة التركمانية، وحان الأوان لان نناصر بعضنا البعض. فنحن أحوج اليوم اكثر من أي وقت مضى إلى التراصف والوحدة والمؤازرة والعمل من اجل القضية وتغليب المصلحة التركمانية العامة على المصلحة الخاصة وجعلها فوق كل الميول والاتجاهات. فاليوم يعاني التركمان من ابشع أنواع القمع من القتل والتهجير والاختطاف والابتزاز ونهب الأموال بهدف الأضعاف الاقتصادي، وهذه الحالات الشاذة قد اختصت مع الأسف بالتركمان فقط دون غيرهم وهذه حقيقة يعرفها القاصي قبل الداني وهذا نوع من أنواع مسخ الهوية. فالتفرقة والشتات من شانها أن تقضي على القضية المصيرية للشعب التركماني الذي روي بدماء زكية لشهداء هم من خيرة شباب التركمان والذي نكن لهم احتراما شديدا إلى يوم يبعثون. المظالم التي لا تحصيها الأعداد لم نتمكن من رفع ولو جزء بسيط منها. وها نحن ذا نعمل بعزيمة الرجال الأشداء وبصبر منقطع النظير وسنعمل إلى أن نصل ساحل الأمن والأمان ويبلغ البنيان التركمان كماله.
وكيف يبلغ البنيان كماله اذا كنت تبني وغيرك يهدم. فإننا نلاحظ ومع الأسف الشديد بعض المسؤولين التركمان خاصة وقد أدار ظهره إلى القضية ولا يعمل بالجديدة المطلوبة ونقول ذلك وبكل اسف مما نلاحظه من بعض التكتلات الشخصية التي لا تخدم القضية والأشخاص انفسهم لان ضعف الشعب والاستهانة بالقضية سيؤدي بالجميع إلى الهاوية. ناسف عندما نجد الشريحة الشبابية التركمانية وهم يصارعون مع بعضهم البعض. ونقرأ ما يكتبون بحق بعضهم البعض وبدون الإحساس بأدنى مسؤولية وعدم التفكير بعاقبة ذلك. على الشباب أن يتحدوا وان يعملوا معا كالجسد الواحد دون أية حساسية. فالمنافسات الشريفة يجب أن تكون بالارتقاء بالقضية وبالعمل للحصول على مكاسب لقضية الشعب وتسطير ذلك في صفحات التاريخ بأحرف من نور لا التهافت على ما يبغض الصديق ويسر العدو.
وناسف كذلك على بعض الجهات المسؤولة التي تعمل على استغلال شريحة الشباب، لكسبها بوعود لا أساس لها واستغلال اندفاع الشباب وتسخيرها لصالحها دون أية إحساس بالمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقنا في هذه الفترة الجرجة من تاريخ العراق الحديث.
فيا أيها الشعب التركماني عليك بالوحدة والتآزر وعليك باتخاذ التدابير اللازمة التي من شانها أن تنقذ مصيرنا من كيد الكائدين. فليس لنا إلا الإيمان بالقضية التركمانية العادلة والعمل على نصرته وانه ليس للتركمان غير التركمان.
زاله نفطجي
عضو مجلس النواب العراقي
مقالات اخرى للكاتب