جبران خليل جبران شاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، نحّات، ومهاجر عريق. ولد عام 1883 في لبنان.أسس (الرابطة القلمية) مع ميخائيل نعيمة وآخرين لتجديد الأدب العربي، وأفصح في كتاباته عن ثورته على القديم وتوقه لجدّة الحياة. فجسّدها في رائعته “المواكب” التي غنتها فيروز باسم “أعطني الناي وغنّ”.تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها قضية التبعية للدولة العثمانية التي حاربها في كتبه ورسائله. ونظرا لانتمائه المسيحي، فقد حرص على توضيح موقفه كونه ليس ضدا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.من مؤلفاته: دمعة وابتسامة، الأرواح المتمردة، الأجنحة المتكسرة، العواصف، البدائع والطرائف، عرائس المروج، نبذة في فن الموسيقى، المواكب. ومن مؤلفاته باللغة الإنكليزية: النبي، المجنون، رمل وزبد، يسوع ابن الإنسان، حديقة النبي، أرباب الأرض.توفي يوم 10 نيسان 1931 في نيويورك وهو في الـ 48 من عمره، لإصابته بتليّف الكبد، فارتفع له نصبان تذكاريان في أمريكا. ولكن أمنيته كانت أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له الأمنية بعد سنة واحدة فقط، اذ نقل جثمانه عام 1932 ودُفن في صومعته القديمة، وما سيُعرف لاحقا بـ “متحف جبران”.ومثله سيرة وألقا وغربة، كان لدينا الشاعر سيف الدين ولائي، المولود بالكاظمية عام 1915، والذي كان من مؤسسي الإذاعة العراقية عام 1936. عمل في أمانة العاصمة، لكنه فُصل منها بعدما طورد لانتمائه اليساري، كما أوقف وسجن، واضطر لامتهان الخياطة في دكان بشارع النهر، بابا للرزق ومكانا لتجمع الأدباء والملحنين والمطربين والأحبة من الرفاق.عام 1979، زاره المطرب الزيتوني داود القيسي في بيته بالوشاش وطلب منه ان يكتب لقائده الضرورة، فرفض، ولم ينس النظام له هذا الموقف، ففي عام 1980 أسقطت عنه الجنسية العراقية، وسُفّر مع عائلته إلى إيران، ولأنه لم يستطع التكيف والعيش هناك فقد اتخذ دمشق وجهة ومستقرا قلقا له.ربّى سيف الدين الذائقة الشعبية العراقية بالكلمات التي كان يصوغها من حروف مهجته. فقد غنى له رضا علي “سمر سمر” و”جيرانكم يا أهل الدار” و”اتدلل عليه اتدلل”، وغنت له راوية “أدير العين ما عندي حبايب”، وفائزة احمد “ما يكفي دمع العين يا بويه”، وأمل خضير “على الميعاد اجيتك”، ونرجس شوقي “شدعي اعليك يللي حركت كلبي”، ونهاوند “يابه يابه اشلون عيون عندك يابه”، وياس خضر “من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك”، وأحلام وهبي “عشاك العيون”، وعفيفة اسكندر “حركت الروح”، وزهور حسين “غريبة من بعد عينج يا يمه.. محتارة ابزماني”، وهذه الأغنية صارت أقرب للنشيد الوطني الشجي.غريبا رحل سيف الدين ولائي عام 1984 في الشام، ولكن لم يرتفع له تمثال، ولم يُنقل رفاته، بل مازال في مقبرة “الغرباء” بدمشق
ومن قبره نسمعه يترنم:
يا هو اليرحم ابحالي يا يمّه …. لو (بعثي) رماني
مقالات اخرى للكاتب