هذا الأسبوع الثاني من الاعتداء السعودي على الشعب اليمني المسالم ، هذا الاعتداء الهمجي الذي أتى من طرف واحد والذي استقدمت إليه السعودية عشرة بلدان لقتل الشعب اليمني وتدمير بلده ، ولم يدفع آل سعود الى فعل هذه الجرائم أي عمل عدائي من قبل الشعب اليمني اتجاه السعودية وشعبها أو موقف مضاد لأي دولة عربية أخرى أو إسلامية ، ولكن جريمة هذا الشعب الوحيدة هي مطالبته بتقرير مصيره واختيار حكومته بالإضافة الى رفض التدخل بشؤونه الداخلية من قبل جميع الدول ومن ضمنها السعودية ، هذه المطالب باستقلال الرأي والموقف والحكم تعتبر جريمة كبرى وعلى هذا الشعب أن يدفع ضريبة مطالبته بحقوقه ، فكانت هذه الضريبة وابلٌ من القنابل الممنوعة والمحرمة دولياً بل لم يعرف عن أي حرب حدثت في هذا العصر قتلت أطفال وأبرياء كما قتلت الطائرات السعودية الأطفال اليمنيين ودمرت بنيتهم التحتية من معامل ذات الإنتاج الغذائي أو الخدمي كالألبان والغاز والمياه بالإضافة الى تدمير كل الوسائل ذات الخدمات الإنسانية كالموانئ والطرق والمطارات المدنية ، هذا الجرائم التي تقوم بها القوات السعودية يشاهدها العالم كافة بعقلائه وسياسيه ومفكريه ومثقفيه وكذلك شعوبه ولكنهم لا يفعلون أي شيء لإيقاف هذه المجازر ، بل على العكس تطالب القوى الكبرى الغربية وكذلك دول الخليج من الشعب اليمني ( الحوثيين) أن يوقف الاعتداءات ؟؟؟ وأن يسلم سلاحه ؟؟؟ ولا ينتقد القوات السعودية ولو بكلمة واحدة ولا يتطرق لشيء أسمه قصف سعودي يقتل الأطفال والأبرياء ويدمر البنية التحتية لشعب أخر أسمه الشعب اليمني ، تنقل جميع الفضائيات الصور الأليمة والحزينة والمأساوية لبيوت الأبرياء المهدمة نتيجة القصف وللأطفال المحروقين والمقتولين تحت أنقاض هذه الأبنية القديمة ، والحكومات العالمية وشعوبها لا يهتز لها ضمير ولا تتحرك لها مشاعر نتيجة هذه الجرائم البشعة التي تقوم بها الطائرات السعودية ، لأن النفط السعودي والخليجي قد أغمض عيون هذه الحكومات وأعمى ضمائرها وجعل مشاعرها لا تتحسس هذه الجرائم والآلام التي يعاني منها الشعب اليمني المسالم ، وقد أثبتت هذه المجازر التي يقوم بها السعوديون أن العالم وحكوماته لا يؤمنون بشيء أسمه العدالة أو الإنسانية أو الرحمة أو بقية المبادئ الإنسانية الأخرى بل يؤمنون بالمصالح ومبدأ القوة هذين الركنين اللذين تعتمد عليهما السياسة العالمية ، إن تكالب القوى الكبرى مدعومة بقوى النفط المتمثلة بدول الخليج تتقدمهم السعودية على شعب فقير المال ولكنه غني بالعقيدة والشجاعة والصبر ولا يملك من قوة السلاح إلا الشيء القليل ولكنه يمتلك قوة الإيمان العظيمة التي تجعله يهز قلوب أكبر قوة في المنطقة وسكوت هذا العالم على هذه المجازر دليل على بشاعة وقساوة هذه الأنظمة التي تقود العالم والتي لا تعير أي أهمية لأي شيء بهذا الكون إلا لمصالحها ومطامعها وسلطانها .
مقالات اخرى للكاتب