لا يخفى على أحد أن التوتر يزيد من هشاشتنا تجاه المشاكل الصحية، كما يؤثر على قدرتنا على حل المشاكل والابتكار. لعل هذا ما أثبته بحث نشرته مجلة "المكتبة العامة للعلوم" ،"بي- ال- أو- اس وان"، أجري في جامعة "كارنيجي ميلون"، مقدماً دليلاً على أن تحديد أفضل الصفات أو الميزات التي يتمتع بها الشخص والتركيز عليها يمكن أن يخفف من الآثار السلبية التي تنتج عن التوتر والشدة النفسية، التي بدورها تؤثر على قدرة الشخص على حل المشاكل والابتكار. وتُعرف عملية تحديد أفضل الصفات والميزات الشخصية في علم النفس بـ"التأكيد الذاتي" وهو طريقة تستخدم حاليا لتحسين الأداء المدرسي والتعليمي.
من جهته، لفت الدكتور ديفيد كريسويل، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في كلية ديتريش للعلوم الإنسانية الاجتماعية في جامعة كارينجي ميلون، إلى أنه سبق أن نُشرت العديد من الدراسات التي تبين أن اتباع طريقة التأكيد الذاتي يمكن أن يحسن أداء الطلاب المتأخرين.
وأشار إلى أن هذا البحث يبلور التأثير العملي لهذه الطريقة على مهارة حل المشاكل.
وفي التفاصيل، طلبت الدراسة الحالية من طلاب الجامعة أن يرتبوا مجموعة من القيم والأشياء حسب أهميتها بالنسبة إليهم، مثل (الفن والعمل والعائلة والأصدقاء)، كما تم سؤالهم عن حياتهم وعن مستوى التوتر والشدة التي مروا بها خلال الشهر السابق للدراسة. وقبل البدء بامتحان خاص لحل مشاكل تتطلب الابتكار والتفكير بطريقة خلاقة، طُلب من قسم من الطلاب أن يكتبوا جملتين تتحدثان عن الخيار الأول الذي قالوا إنه الأهم بالنسبة إليهم، موضحين سبب أهميته، أي بكلمة أخرى خضعوا لعملية "التأكيد الذاتي".
فأظهرت النتائج أن أداء الطلاب الذين مرّوا بظروف توتر وشدة في الشهر السابق للدراسة كان سيئاً، بحيث حلوا مشاكل أقل بـ 50% ممن ليس لديهم توتر أو شدة سابقة. لكن الملفت للنظر أن القدرة على حل المشاكل كانت أفضل عند من قام بعملية "التأكيد الذاتي". وتعقيباً على تلك النتائج، شدد كريسويل على أن أداء الأشخاص الذين يعيشون في ظروف شدة وتوتر يتحسن، إذا فكروا للحظات بالأشياء المهمة بالنسبة إليهم". وختم قائلاً: "إنها طريقة سهلة التطبيق وتساعد على تجاوز المواقف الصعبة".