(1)
عَوْرة
خارج قصيدتي
ما زلتُ
عارية
من حرفي
أُداري
سوءة صمتي
وأنتعل الغياب.
(2)
على التلفازٍ رأيتُ
تميمًا
يقولُ شعرًا
ووراءَهُ لا فتةٌ كُتبَ عليها سِتّون عامًا
وأمامَه جمعٌ غفيرٌ
فتساءلتُ ببراءةٍ
كم يلْزَمُني من سنةٍ بعد هذه الستين
لكي مثلَه أصيرَ
وكم من جثتٍ ستُمزَّقُ
وكم من وديان دم ٍ
وكم من حُرُماتٍ ستُنتهك
فتذكرتُ ربي
وقلتُ
إن اللهَ على كل شيء قدير
(3)
ما أروع حزنكم
وما أطيبه
يمر على المآقي
في لمحة يبكيها
والروح بعد رحيلكم
تشفى
وتعلن أن في السماء ربا
يحميها
فما أشقى
غير حامل للضغينة
بقلبه يعيش رهينها
يسقيها
فقلبي السميح إذ تبكيه لحظة
يلفه الحضن فينسي مآسيها
فعيثوا في الأرض
لقلوبكم حاملين
وقلبي الطاهر يدعوكم آمنينا
فالجمر يحرق نفسه دوما
والكي إذ يمسس الجروح
يشفيها
(4)
قال
دعي عنك الحزن سيدتي
وماذا لو أني والحزن كبدا
على كبد
رفيقين نحن ولدنا من عبث
وحبونا جلدا على جلد
فلا إن أرخيت سدول الفرح
أرهبته خمائلي
ولا إن وعدني بالهجر
يوفي بالوعد
(5)
أعرف هذا الرجل
نفسه الذي يزورني في منامي
ويغرقني في الحلم
ويرسم لي على سحب الظلام شفقا
يطير بي الى احتفالاتي
أعرفه
حين يُرقص الوشاح على عنقي
ويداعب خصلات شعري
ويعيد رسم شفاهي بأصبعه
فتتقطع أنفاسي
ويغريني بالاختناق
أعرف ذا الرجل
حين يَلبسُني
ويُمشطُني
وحين يوزع خطواتي
على الطرقات
ويحدد المسافات
ويكسر كل العلامات
أعرفه
حين يُلامسني كالهواء
ويُبعثِرني كالهواء
ويُلزمني بخطو الاقتفاء
أعرفه
وأعرف فعل الانتماء
فمعه وحده
أدرك معنى الوفاء