الولاية الثالثة للمالکي أصبحت مضمونة! هکذا صرح علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، مؤکدا بأن المالکي قد بدأ يتصرف على أساس ذلك بالبدأ بإتصالات مع مختلف القوى السياسية لتشکيل حکومة الاغلبية السياسية على أساس برنامج سياسي موحد تتفق عليه أطراف قوى الحکومة هذه، بل وان الموسوي قد ذهب أبعد من ذلك عندما بدأ يصف المرحلة المقبلة التي ستشهد بدء صفحة جديدة من التواصل مع المناطق الغربية للبلاد واكد رغبة العراق في تحسين علاقاته مع السعودية وبدء مرحلة جديدة من التعاون!
هذا التصريح الذي يضع معارضي طموحات رئيس الوزراء العراقي لولاية ثالثة في موقف صعب، لأن الموسوي يوحي و کأن القضية صارت محسومة و"هل الهلال"، وبالتالي فإن على معارضي"دولة الرئيس"، أن يضعوا أياديهم في مياه باردة و ينتظروا في موقف الدفاع السلبي ماقد يرتأيه دولته و يشاء بهذا الخصوص.
المالکي الذي أکد قبل الانتخابات من ثقته بفوزه و بتشکيله لحکومة الاغلبية و إنهاء عهد المحاصصة، يؤکد تصريح مستشاره الاعلامي"المقرب منه"، بأنه قد"وعد و أوفى"! لکن، هل کان معارضوه في ضلال او مجرد فقاعات إعلامية و سياسية؟! هل أن المالکي الذي لم يقدم شيئا ملموسا و منجزات و مکاسب على أرض الواقع للشعب العراقي، قد أصبح فجأة محبوب الشعب و الکل ينادون بإسمه و يرتلونه ترتيلا؟! هل أن الرجل الذي خلال ولايتين له صار التسول ظاهرة في العراق و إزداد الفقر بصورة ملفتة للنظر و إنعدم الامن و السلام و الاستقرار، قد صار فجأة موضع ثقة الشعب و أعادوه"على رؤوسهم" لکي يعتلي کرسي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة؟!
غرفة العمليات التي أشرف عليها قاسم سليماني قائد قوة القدس من أجل دعم المالکي لولاية ثالثة، يمکن إعتبارها الداينمو و القوة الخفية التي تبعث بمظاهر الثقة و الامل في نفس و روح المالکي و دائرته المقربة، خصوصا وان طهران قد تأکدت من أن أي وجه سياسي عراقي آخر ليس بإمکانه أبدا أن يقدم ماقد قدمه و سيقدمه المالکي لهم، فهو قد جعل من أراضي و أجواء و ثروات و مقدارت و أرواح الشعب العراقي کله مشاريع تحت الطلب للنظام الايراني متى ماشاء و رغب، فأي سياسي آخر بإمکانه تحقيق هذه المعجزات؟!
العودة المظفرة هذه للمالکي التي لايزال الجميع يترقبونها بحذر و يرنون بأبصارهم نحو العاصمة التي تقرر متى ستمطر او لاتمطر غيوم العراق، او متى سيکون هناك إستقرار و أمن و متى مالايکون، واننا لو عدنا بالذاکرة قليلا للوراء، وتحديدا في شهر آذار المنصرم عندما زار قاسم سليماني العراق زيارة خاصة حاول خلالها إقناع الاطراف العراقية بترشيح لمالکي لولاية ثالثة، لکنه و عندما وجد تشددا و تصلبا غير عاديا، أطلق تصريحه البراق بأن صناديق الاقتراع هي التي ستحدد من هو رئيس وزراء العراق، ويومها قد صمم سليماني کما يبدو أن تکون تلك الصناديق في صالح حليفهم الاهم في العراق، لکن ترى هل أنهم فهموا هذه الحقيقة المرة و علموا أن حاکم العراق المطلق هو الذي يقرر حاضر و مستقبل العراق، وان ليس هناك من شئ يقف بوجهه او وجه نظامه ولهذا فإن الحلقة الضائعة في الانتخابات العراقية السابقة انما قد ضاعت بين المالکي و سليماني دون غيرهما!
مقالات اخرى للكاتب