(العاطلون) ليس هنالك خطأ مطبعي بل هو العنوان الأكثر قربا لواقع (عمال العراق) فمنذ طفولتنا نعرف إن ألأول من آيار عيد العمال العالمي،السبب لأننا أبناء طبقة عمالية ،لهذا لم يكن يوماً غريبا علينا حيث يمثل العمال في العراق نسبة كبيرة جداً، ولم يكن هذا اليوم يمر دون أن نفكر بأن نهنئ العمال الذين يستترون بظل الأشجار بانتظار يوم عمل شاق يبدأ مع خيوط الشمس الأولى ولا ينتهي إلا بزوالها، ولكن مع هذا كان الأول من آيار يعني الشيء الكثير في حركة نضال الشعوب من أجل حقوقها. وفي العراق بالتحديد يحتاج هذا اليوم لأن نتوقف عنده طويلا بعد أن أختفت الطبقة العاملة في العراق والتي تحولت بقرار من مجلس قيادة الثورة آنذاك من (عمال) إلى موظفين وهذا يعني لا عمال في العراق!! هذا أبسط إستنتاج ممكن أن نخرج به ونحن نستذكر الطبقة العاملة التي كنا نتصور في طفولتنا تقتصر على عمال البناء الذين يجلسون صباح كل يوم في مسطر طويل(أمام مقهى شاهين) لكن بعد أن كبرنا عرفنا إن هؤلاء جزء من الطبقة العاملة وآلاف وملايين أمثالهم يتوزعون في مئات المصانع من البصرة حتى زاخو مرورا بكل المدن العراقية. في عيد العمال العالمي الآن نحن في العراق نحتفل بعيد العاطلين عن العمل أو المعطلين قسرا، معاملنا لا تنتج وعمالنا تحولوا إلى موظفين بعضهم أكتفى برفع لافتة كل جمعة في شارع المتنبي يريد إعادة تشغيل معمل السمنت أو معمل الطابوق أو معمل (الببسي) ،أصبح عاملنا عاطلاً (غصبا عنه) حتى عمال البناء الذي ننحدر من صلبهم باتوا اليوم يبحثون عن فرصة عمل ويتأملون ( قروض الأسكان) و( المصرف العقاري) كي يمنح الموظفين قروضا لتتحرك عجلة البناء ويحول هؤلاء من عاطلين إلى عمال حقيقيين بعد أن أكلت سنوات البطالة كل ذاكرتهم الإبداعية.
في عيد هؤلاء العاطلين عن العمل وبعد أن شرع مجلس النواب العراقي قبل أشهر قليلة قانون العمل العراقي لكن هذا القانون يبقى حبراً على ورق ما لم يكون هنالك عمال بالفعل ، المطلوب أن يعود عنوان (عامل) لكن من سلب منه هذا المسمى الرائع والشيء الآخر أن تعود المعامل العراقية للإنتاج وأن نراها في أسواقنا العامرة بالبضائع المستوردة بما في ذلك ( الموطا والببسي) بعد أن كانت أسواقنا عامرة بالأنتاج الوطني نريد أن نرى عبارة (صنع في العراق) كي نحتفل كل يوم بالعامل العراقي
مقالات اخرى للكاتب