"توليب مانيسا"، نبتة مستوطنة وزهرة نادرة تُزيّن هضاب ولاية مانيسا غربي تركيا، مرة واحدة فقط كل سنة، وتحظى بحماية وعناية حكومية مشددة تفرض غرامة مالية على من يقطفها تتجاوز 42 ألف ليرة تركية، ما يعادل 12 ألف دولار أميركي.
وحالياً بدأت زهرة "توليب مانيسا" تتفتّح في حديقة "جبل سبيل" الوطنية الكبيرة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة وسط تدابير وإجراءات خاصة تتخذها السلطات لضمان انتشارها والحيلولة دون تناقص أعدادها.
"أوغور باييل" مدير منطقة مانيسا المشمولة ضمن المنطقة الرابعة في وزارة الغابات والمياه التركية، قال إن النبتة تعاني من مشكلة التكاثر والتوسع بسبب صعوبة زراعتها والعناية بها.
وأوضح باييل، أن مديريته تشرف في الوقت الراهن على مشروع خاص لحماية الزهرة النادرة، وتنتشر في حديقة "جبل سبيل" وفي ثماني مناطق أخرى في هضاب مانيسا.
وأكد المسؤول التركي أن السلطات زادت من قيمة الغرامة المفروضة على الأشخاص الذين ينزعون بصلة واحدة أو يقطفون زهرة من "توليب مانيسا"، بهدف وضع رادع أمام من يحاولون إيذاء الزهرة.
وبحسب باييل فإن "توليب مانيسا زهرة تمثل أحد الرموز الخاصة والهامة بالنسبة للولاية، وبالتالي يجب حمايتها جيداً".
وأضاف في ذات السياق "على المواطنين أن يستمتعوا بمشاهدة هذه الزهرة النادرة في الطبيعة، والتقاط الصور المتنوعة من أجل الترويج لها والتعريف بها على مختلف الأصعدة، بدلاً من قطفها أو نزع بصيلاتها بالكامل".
وشدد على أن إلحاق الضرر بهذه الزهور يؤدي إلى تناقص أعدادها، وقد ينتهي الأمر بانقراضها، وكل من يفعل ذلك سيواجه غرامة بقيمة 42 ألفاً و479 ليرة بتهمة تخريب التنوع البيولوجي وفقاً لقانون البيئة رقم 2872.
وتحمل أزهار التوليب أو "اللالة"، أهمية كبيرة في تركيا، فقد أحضرها الأتراك معهم من مواطنهم الأصلية في
آسيا الوسطى إلى
الأناضول، ومن ثم انتشرت من الدولة العثمانية إلى أوروبا في القرن السادس عشر.
كما سمي أحد عهود الدولة العثمانية بـ"عهد التوليب"، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730، حيث ساد السلام بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال لإيلاء مزيد من الاهتمام بالفنون.