اثار تصريح نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني مؤخراً حول تحذيره لاسرائيل من مغبة انتهاك الاجواء العراقية لضرب المنشأت النووية الايرانية المثيرة للجدل.اثار موجة من التسلؤلات والتكهنات حول قدرة العراقية الحقيقية لردع هكذا انتهاك.

فالعراق ومنذ التغيير عام 2003 وما قامت به قوات الاحتلال من تفكيك لقدراته العسكرية والامنية وقد اصبح ساحة لكل من هب ودب لتنفيذ مخططاته الخاصة على اديم الارض العراقية.

فالصراعات الطائفية التي عصفت بالبلاد وبمباركة امريكية واقليمية كادت ان تقضي على حبل الود بين ابناء الشعب لولا الخيرين من القادة وابناء الشعب الذي توحدوا وقضوا على هذه النار قبل ان تاكل الاخضر واليابس.

في ظل هذه المعطيات وغيرها من الاحداث والتطورات التي سادت الساحة العراقية من عمليات ارهابية وتفجيرات بالجملة لم تبق منطقة او محافظة بمنئ عنها يبرز السؤال هل العراق قادر فعلاً على ردع اسرائيل من القيام باي فعل تجاه ايران مروراً بالاجواء العراقية؟ وكيف؟وهل لدى العراق من القدرة التسليحية لمواجهة الطيران الاسرائيلي ان حاول المرور فوق الاجواء؟

الكل يتمنى ان تكون للعراق القدرة الممكنة للقضاء على اي عمل ارهابي اجرامي او اعتداء خارجي في ظل ماتمر به المنطقة من تطورات متسارعة لايخفى على الجميع خشية العراقيين من ان تنال نيارانها بلادهم واستقرارهم.ولكن ليس كل مايتمناه المرء يجده.

التطورات المتسارعة في المنطقة قد لاتعطي للعراق القيام بالرد المناسب ان توفرت الامكانات لردع اي عدوان اسرائيلي فايران بالتاكيد لن تقف مكتوفة اليدين ان اعتدت عليها اسرائيل وسيكون الرد بحجم او اكثر من الهجوم الاسرائيلي ولهذا ستكون اجواء العراق شئنا أم ابينا مضمار لتطاير الصواريخ المهاجمة والمدافعة وسينال العراق شرارها وشظاياها.

فعلى العراق ان يمارس الدور السياسي الدبلوماسي تجاه تسارع الاحداث بالطلب من مجلس الامن الدولي اتخاذ اجراءاته في حال قيام اسرائيل بانتهاك الاجواء العراقية ويجب ان يكون على قدر المسؤولية في حماية شعبه وامنه الوطني والقومي.

فالعراقيون جميعاً يريدون العيش في بلد لديه القدرة على مواجهة المعتدين ولايريدون ان يكونوا ساحة لتصفية حسابات المختصمين فالهجوم الاسرائيلي والرد الايراني سندفع ثمنه لان الاجواء العراقية هي الاقرب للطرفين بتبادل هجماتهم .وان كان للعراق الردع الكافي لمواجهة هكذا تهديدات فطوبى لهذا البلد وسحقاً للمعتدين مهما كانوا.