مع .. وفي ظل .. ورغم انف الحقيقة تبقى اجهزة السونار – الخديعة صامدة في شوارعنا تحدث زحاما مفترىً يؤرق نهارات بغداد وليلها . فبعد سيل التقارير والاخبار الاعلامية التي تبرز وهم هذه الاجهزة للمواطن ، تأبى وزارة الدفاع والاجهزة الامنية ومن يرأسها التخلي عن الكذبة السوداء ( اجهزة كشف المتفجرات ) ، وكأنهم بهذا صم عن السماع غفل عما يدور في الشارع ، فضلا عن كم التقارير الاعلامية الغربية التي كشفت النقاب عن حقيقة هذه الاجهزة .. وان صانعها وبائعها قد ادين بتهمة التحايل ، وجرت مصادرة امواله التي حصل عليها جراء بيعه احلام العصافير..
خديعة الجهاز مستوحاة من فكرة العصا التي يستخدمها ذوي القدرات البارا سيكولوجية في الكشف عن المياه الجوفية في صحارى القارة الامريكية المترامية في اولى تجاربها.. فهل لهذا الحد اجهزتنا الامنية تؤمن بخوارق اللاشعور، التي من شأن ممارسيها كشف بعض الغيبيات التي يكتنف وجودها الغموض ، واماطة اللثام عن الخطط الارهابية التي يروم مرتكبوها وضعها محل التنفيذ ، لتقوم هذه الاجهزة بدورها وحامليها بمعرفتها من خلال أشارات لا مرئية ، لا توجد الا في عقول بائعي الاوهام ومشتريها ، من شأنها ان تحث عملية التخاطر وقراءة افكار الاجرام المنظم وكشفه في الوقت المناسب ، للحد من ازهاق الارواح وسيل الدم المراق ظلما بدوافع من دول عدة لاهداف شتى تشابكت خيوطها حتى باتت نسيجا متلاحما يرسم صورة يومية من ابشع صور العنف .. اسمها الارهاب . رغم انها لم تحقق شيئا من ذلك!!
وبعد .. يبقى السؤال المضحك المبكي معا : لما هذا الاصرار على استخدام هذا السونار المزيف ، لما الاستمرار في الكذب على النفس والغير.. لما هذا التمسك بنظرية غوبلز ( اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ومن ثم تصدق نفسك ) في عهد دكتاتوري غابر .. اين عقول اجهزتنا الامنية التي هي الاخرى بحاجة الى اجهزة كشف الكذب ، لتميز الخبيث من الطيب ممن حملوا امانة حفظ الامن لسبر فساد الذمم وعفن الاخلاق ، اغيبتها هي الاخرى عوالم اللاشعور لتعشش في فضاء ميتافيزيقي يبعدها قليلا عن واقع مرير ؟؟؟
فبعد هذا القدر من التكنولوجيا والاقمار الصناعية التي تطورت حدا بلغ رصدها لتحركات المارة على سطح الارض ، من خلال كاميرات تحمل مديات ابصار تفوق التصور والتقاط الصور المتحركة لهم بأبعاد ثلاثية .. نستعين بالخرافة والوهم ؟!! ، ام اننا نعول على زمن يأتي يكون التمازج فيه بين التكنولوجيا والاستبصار والتخاطر عن بعد عاملا في اكتشاف ما لا تراه اعيينا اليوم ، وبهذا نسدل الستار على اخر صور الدمار وما اسميناه يوما بالارهاب ... لانعدم خيالا ربما !
مقالات اخرى للكاتب