ربما تكون الأحداث الجارية على الساحة السياسية, توحي ببوادر تقسيم وإنقسام طائفي, وكلً حسب طائفته, والذي يحدث في التحالف الوطني الشيعي, هو إنقسام خطير بين الشيعة أنفسهم.
ما يحدث من خلافات حول المناصب, يُضعف الأواصر ويؤجج الفتنة النائمة..! التي لو تأججت فعلاً لأكلت الأخضر واليابس, بغض النظر عن الطائفة والدين.
أشاد بعض المراقبين السياسيين, بإنسحاب السيد أسامة النجيفي, من ترشيح نفسه, لرئاسة البرلمان العراقي الجديد, وبعد يوم ردّ السيد نوري المالكي, بأنه لن يسحب ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة الجديدة؛ على غرار ما فعل النجيفي, وأكد أحقيته بمنصب رئيس الوزراء على أساس فوزه ب95 مقعداً برلمانياً.
يعتبر المحللين, ما يحصل من تطورات, ماهي إلاّ مناورات سياسية؛ غايتها القبول ببديل المالكي, كشريطة لتخلي المالكي عن ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء, وإبعاد باقي المرشحين.
السياسة والحرب, حالتان متلازمتان؛ ففي الحروب بشتى أنواعها, يجب أن تطبق السياسة بمهنية وحرفية, وعلى السياسيين هنا اللجوء الى الإعتدال, والإبتعاد عن المماطلة والتسويف الغير مجديان؛ والذي يثير تمرداً شعبياً ومضاعفات خطيرة, والمماطلة إن طال أمدها, يمكن أن تؤدي الى, تفقيس أزمات عصيبة ومن ثم؛ خسارة الحرب بسبب السياسة الخاطئة.
يقال في الامثال العربية القديمة: (أنه واخوي على بن عمي, وأنه وبن عمي, على العدو).
ما تشهده المنطقة العربية عامة, والعراق خاصة, يدحض هكذا امثال!.
لقد نجحت الامبريالية العالمية, وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل, بشق الصف العربي, ولم تكتفِ بذلك, بل.. تدخلت وتعمقت, بجعل الجذور العربية تتآكل, ولسان حال المواطن العربي يقول :باليتني لم اكن عربياً.
ما يحدث على الساحة السياسية العربية عموماً هذهِ الايام؟ سياسة التفرقة؛ فأغلب الدول العربية, تعاني صِراعاً طائفياً أو سياسياً, إفتعلته جهات متأسلمة, وحقيقة إنتمائها تلوح, الى جهات غربية, تطمح وتطمع في السيطرة على خيراته.
يلوّح الكورد, لإعلان الدولة الكوردية, والإنفصال عن العراق, وفي هذا الشأن هناك تفاهم كبير, فيما بين الفصائل الكوردية, ويحاولون أي القيادات الكوردية, إقناع الدول المجاورة, التي تضم بين مكوناتها أكراداً وطمأنتها.
أما المكون السني, فشعورهم بالتهميش, وإتباع البعض منهم, دولاً تدعي دعم السنة كالسعودية وقطر؛ جعلهم يطالبون على الأقل بإقليم خاص للسنة, على غرار الكورد, أما الشيعة فما زالوا متخاصمين؛ يبحثون عن مخرج لأزماتٍ طالت, بسبب تشبث بعضهم بالكرسي رغم فشله السياسي.
وإذا ما تم الإتفاق على, عراقاً فيدرالياً يتكون من أقاليم عدة, فسيبقى الصراع متواصلاً, وسيبقى الوضع كما هو عليه, حتى عام 2018, حيث الإنتخابات التشريعية القادمة.