ابتلينا نحن العراقيين، ومن قدم الزمان، كما يحدثنا التاريخ! ببلد طالما كانت الحروب والاضطرابات، والاضطهاد سمة اساسية في حياة ابنائه.
بلد، كأن الانبياء، والصالحين غضبوا عليه، ليسلط الباري عز وجل جل غضبه عليه، ليعيش أبنائه أوضاعا استثنائية على مر الدهور والعصور، ليتلقفونا الفاسدين، فاسد بعد فاسد، وسارق يتلو سارق!.
ببركة الرحمن، انقشعت عنا فترة ظلم دامت اكثر ٣٥عاما، حقبة كانت سمتها الرئيسية؛ القتل، والاضطهاد، والحرمان، والتهجير والاعدامات، والمقابر الجماعية، وكثيرا من الاعمال القبيحة التي تدل على فاعليها من طغمة تسلطت على قلوبنا وأرواحنا وأجسادنا.
تأملنا خيرا! ونحن نتذوق تحقيق أول شعاراتنا التي كنا نرددها سرية(طبعا)، في مجالسنا الخاصة جدا، أو مع أنفسنا فقط! خوفا من بطش الطاغية الشديد شعارنا كان(نريد حاكم جعفري) أي حاكم شيعي، لاعتقادنا بأن الحاكم الشيعي يستمد حكمه، وأخلاقه من حكم وأخلاق أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام، ليكون حكم علي(عليه السلام) دستوره الذي يطبقه في المجتمع العراقي، حيث لا فرق بين عربي وأعجمي(بكل ما تعنيها هذه الكلمة من معان) الا بالتقوى، وتكون رسالة الامام السجاد في حقوق الانسان؛ هي الفيصل بتوزيع ثروات العراق، ليعيش العراقيون بجميع أطيافهم تحت شعار، الناس صنفان؛ أما أخ لك في الدين، أو نظيرا لك في الخلق، ولا حاجة لنا بعد أن يكون حاكمنا جعفريا أماميا بالذهاب للحبشة لنبحث عن إبرهتهم العادل هناك.
الشعوب؛ هي من تصنع الطواغيت، مقولة تنطبق على الواقع العربي تحديدا، ليجد الحاكم نفسه أمام هالة كبيرة من المادحين، المنافقين تنسيه نفسه ليصدق ما يقال حوله.
مجتمعنا اليوم متلون كالحرباء، كل يوم مع جهة معينة يمارس النفاق الاجتماعي بأوسع اشكاله ، لا يسمع نصائح العقلاء والخيرين وأصحاب الرؤية السديدة، حيث خالف كل صيحاتهم ليركب رأسه، ويبيع وطنه، ومستقبل أبنائه مقابل دراهم معدودات أو وعود كاذبة، ليخرج بعدها متظاهرا لاسترجاع حقوقه المسلوبة، وخدماته المعدومة من شخص هو من فوضه لاستلابها، وأباحها أمامه بأصبعه البنفسجي، ليتوعد بقطعه بعد حين وفوات الاوان.
اسئلة تراودني لا أعرف لها من جواب! هل إن أهل العراق هم أهل النفاق، والشقاق كما وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام، على مدى الزمان؟ أم في زمانه فقط؟
هل أن أهل الكوفة هم من غدروا بإمام زمانهم علي عليه السلام وملئوا قلبه قيحا؟ أم إن الخوارج من فعل ذلك؟
اسئلة كثيرة تخالجني نظرا لتقلب اهل العراق!.
هل أن أهل كربلاء من قتل الحسين عليه السلام وأخوته وأصحابه، وسبوا عياله؟ أم أن شيعة يزيد ومعاوية من فعل ذلك؟
من يتابع طلبات بعض المتظاهرين، واتجاهاتهم سيجد الجواب حتما.
مقالات اخرى للكاتب