كالعادة تخرج كل يوم من بيتها الصغير في تلك القريه الصــغير النائية تحمل على رأسها طشتا فيه البعض من الاسماك التي يصطادها زوجها الكبير السن في شباكه من النهر الذي يبعد عن القرية حوالي ساعة ونصف مشيا على الاقدام فتأخذ الاسماك وتذهب الى سوق المدينة التي يبعد هو الاخر عن القرية حوالي ساعة مشيا على الاقدام. عندما تصل الى ذلك السوق الصغير تضع الطشت على الارض وتجلس الى حين تبتاع الاسماك وعندها تشتري بثمن الاسماك ماتحتاجه من سكر وبعض الخظروات وكذلك التتن واوراق لف السكائر. لزوجها المدخن. لكن هذه المرة جلس كثيرا على جانب الطريق المؤدي الى مدخل السوق الرئيسي ولم تبتاع سمكة واحده من الاسماك. انتصف النهار وهي جالسة تحت اشعة الشمس تنتظر من يشتري منها السمك. تعبت كثيرا من الجلوس وهي تتصبب عرقا من حرارة الشمس تمسح وجهها بعبائتها كل ماعرق وجهها. وفي هذه الاثناء حصلت ظجة كبيرة في السوق فقد تشاجر اثنان من الباعة على شيء لاتعلمه. فتفرقت الباعة من من ذلك المكان لكنها لم تحرك ساكن فكانت مرتبطة في مكانها رقم ذلك الشجار والصياح وفي هذه الاثناء توسعت ساحة الشجار حتى وصلت الى مكان جلوسها. فقد سحق الهاربين من المكان على طشتها فتناشرت الاسماك منه في التراب وداسها البعض من المارة ..لن تسلم اي سمكه حتى الطشت لم يسلم حينها نهظت من مكانها وهي تصرخ وتقول مالكم لاترون الطشت ومافيه لاحول ولا قوة الابالله لقد ضاع كل شيء مني فلطمت خديها وتندب حظها على مافعلوه بها. عندها هما بالرجوع الى بيتها وهي لم تحمل شيء ولم تشتري ماتحتاجه سالت دموعها على خديها وهي تلوم نفسها وتقول كل شيء ذهب هباء ولم اشتر لزوجي التتن والورق الذي يستعمله فكيف لي الرجوع بدونهما. بقيت حائرة ماذا تفعل مر من جابنبها شخص .فقال لك مابك اراك في حيرة في وسط الطريق. فنظرت اليه بوجل فقالت له عن ماذا اخبرك . كل شيء جرى معي اليوم في عكس ماكنت اتمناه . فقال لها ..هل تحتاجين شيء مني. قالت له لا.. متشكرة لااحتاج لشيء فتركها ومضى عندها خطرت في بالها فكرة ..فقالت لنفسها .مالي لااذهب الى مدير ناحيتنا واخبره بما جرى لي. وكذلك اسئله عن حقوق زوجي وقد اصيب بالعوق في رجله اليسرى من جراء الحرب عندما كان في ريعان شبابه وهو يؤدي الخدمة الالزاميه .
ترددت وقالت وماذا بوسعه ان يقدم لي. فقررت الذهاب الى مقره في تلك الناحية حاولت الدخول عليه .فدخلت واخبره بقصتها .فقال لها وماتريني افعل لك ولزوجك اخرجوها والا اوقفتها الانفخرجت والدموع تنهمل على خديها ورجهت بائسة متحسره فعادت الى البيت لان زوجها بانتظارها وهو على احر من الجمر فهو ينتظر ماطلبه ان اتيه به وماذا جلبت له غير الحزن والكدر. كل شيء ضاع مثلما ضاع شباب ومستقبل زوجي.
مقالات اخرى للكاتب