المجتمعات وشعوبها تمر بالرفاهية والتي تنعكس حتما على مجمل مفاصل الحياة اليومية، وهناك مجتمعات اخرى تعيش حالة من الفوضى والاضطراب النفسي نتيجة الاحداث التي تمر بها بلدانها وبالتالي فان نتائج ذلك يؤثر سلبا على حياة هذه الشعوب التي تكون ضحية في اغلب الاحيان لممارسة حكامها، والذين لم يسيطروا على زمام الامور وتاتي معها الفوضى، القلق والخوف من سمات الاوضاع الحالية التي تمر بالبلاد، والذي يقلق ويخشى هو المواطن بطبيعة الحال، وعندما يكون القلق والخوف لابد من معرفة اسبابه، وعند معرفة الاسباب فمن هي الجهة التي تعالج الحالة وتعيد الاطمئنان والثقة بالنفس للمواطن؟ والقلق هو حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية، وجسدية، وسلوكية. لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح، والخوف، أو التردد. والقلق هو حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف على اثار تحفيزها. على هذا النحو، يختلف القلق عن الخوف، الذي يحدث في وجود تهديد ملحوظ. وبالإضافة إلى ذلك، يتصل الخوف بسلوكيات محددة من الهرب والتجنب، في حين أن القلق هو نتيجة لتهديدات لايمكن السيطرة عليها أو لايمكن تجنبها. يقول رأي آخر أن القلق هو "حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل وفيه يكون الشخص على استعداد لمحاولة التعامل مع الأحداث السلبية القادمة مما يوحي بأن ذلك هو التمييز بين الأخطار المستقبلية مقابل الأخطار الحالية الذي يفرق بين القلق والخوف. ويعتبر القلق رد فعل طبيعي للضغط. وهو قد يساعد أي شخص للتعامل مع الأوضاع الصعبة، على سبيل المثال في العمل أو في المدرسة، بدفع الشخص لمواجهة هذا الامر. وعندما يصبح القلق مفرطا، فإنه قد يندرج تحت تصنيف اضطرابات القلق.. (ويكيبديا).
الشارع العراقي وفي ظل ما يجري على الساحة يشعر بالكثير من القلق في الحاضر والخوف من المستقبل المجهول مما يولد نوعا من الاضطراب النفسي ويفقد معه التوازن في التصرفات والافعال. هناك قلق من الاوضاع الامنية بعد ان كثرت الخروقات بعد استهداف المساجد ودور العبادة والمدارس والاحياء السكنية والتجمعات في الاسواق وغيرها، وهناك الخوف من المجهول المستقبلي بعد عودة الخطاب الذي يشحن الشارع ولايساهم في ازالة التوتر، القلق والخوف ليس من الجانب الامني فقط وان كان في سلم الاولوية، بل في الكثير من مفاصل الحياة التي تتاثر بما يجري على الساحة، الخوف من تاجيل الانتخابات التشريعية، والخوف من عدم التوافق بين الكتل والكيانات لانهاء الازمة العراقية، الخوف من قدوم فصل الشتاء وتكرار معاناة العراقيين كما حدث في العام الماضي، الخوف من عدم تمكن مجالس المحافظات من ادارة ملف البطاقة التموينية، وهكذا تستمر سلسلة المخاوف ويسيطر القلق المشروع في مواجهة التحديات التي تزيد يوما بعد اخر، وهاجس الخوف والقلق يؤدي الى اصابة المواطن بالاضطراب النفسي، هذا الاضطراب النفسي الذي يمر به المواطن لابد من وضع الحلول لمعالجته وتجاوز آثاره السلبية.
مقالات اخرى للكاتب