بعد أسبوع من الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي على مواقع «داعش» في العراق أكدت النتائج ان هذه الضربات لن تعيق داعش من التحرك السريع على خطوط معارك تمتد الى حوالي 800 كم من شرق العراق الى غربه. فبعد حرب استنزاف امتدت الى اسبوعين استعادت القوات العراقية بلدة الضلوعية قرب تكريت في محافظة صلاح الدين، وهي قرية قياسا الى محافظة كبيرة مثل الأنبار التي احتلتها داعش بالكامل، بعد هزيمة منيت بها القوات الحكومية التي سخر منها بعض النواب في البرلمان بالقول إنها ربحت قرية وخسرت محافظة بكاملها. واتهم مجلس محافظة الأنبار الحكومة في بغداد بالتقصير وبعدم وجود إمكانيات لديها للمحافظة على البلاد من خطر «إرهاب داعش»، محذرا من احتلال بغداد خلال الأيام القادمة. وبالرغم من أن احتلال بغداد من قبل الجماعات الإرهابية مثلما حصل في الموصل والأنبار أخيرا قد يكون أمرا مبالغا به، حيث إن دخول بغداد من قبل داعش سيدفع بعشرات الآلاف من الجيش الإيراني والحرس الثوري الى دخول العاصمة لحمايتها وفق اتفاق تم توقيعه بين حكومة المالكي من قبل ومع حكومة العبادي فيما بعد. وهو اتفاق كشف عنه كبار المسؤولين الإيرانيين. واذا تحقق ذلك فإن (الوضع العراقي) سيدخل في مأزق اقليمي ودولي كبير حين يكون تحت الحماية الإيرانية!
ينمو سريعا
أما ما يقوم به التحالف الدولي من قصف جوي لمواقع داعش، فهو حسب مصادر عسكرية لم يؤثر في %5 من قدرات هذا التنظيم الإرهابي الذي راح ينمو سريعا وبشكل لا يستوعبه العقل. وقد تساءل مجلس محافظة الأنبار كيف يستولي «داعش» خلال يومين على 5 فرق عسكرية بكامل اسلحتها، وأصبحت الآن الموصل وجزيرتها الممتدة نحو سوريا، وكذلك محافظة الأنبار بكاملها حتى القائم ودير الزور والرقة بيد داعش؟ وقال مسؤولون في الأنبار إن كل الدفاعات انهارت وحتى تشكيلات العشائر بعد ان انقطع الإمداد لنا من بغداد. وكنا بحاجة الى دعم فرقتين عسكريتين على الأقل من بغداد، لكن ذلك لم يحصل، والسبب هو أن حكومة بغداد عاجزة عن توفير القوة البرية والجوية الكافية لحماية البلاد.
بطء الاستعدادات
ووفق مصادر برلمانية تشعر بالقلق من تطور الأحداث نحو معركة واسعة في العاصمة بغداد . فان قلقها سببه بطء الاستعدادات العسكرية على الأرض من قبل الحكومة، ومن قبل التحالف الدولي الذي يقول انه سيحسم المعركة مع «داعش» بعد ثلاث سنوات. وهي فترة قد تصبح فيها داعش أمرا واقعا في الخريطة الجديدة المرسومة للعراق وسوريا والتي ترعاها من وراء الستار جهات دولية كبرى. وتضيف تلك المصادر أن الضربات الجوية التي يعول عليها التحالف الدولي الآن وخلال الفترة القادمة لم تعق داعش من التحركات السريعة من الشرق الى الغرب الى الشمال، حيث تم احتلال مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية، وبهذا حققت انتصارين كبيرين خلال يومين (الأنبار وعين العرب). وأمام «حركة الغزال» السريعة التي تستخدمها داعش، تسير حكومة بغداد هي وحلفاؤها الدوليون وفق «حركة السلحفاة»، منتظرين دخول داعش إلى بغداد من الغرب. ودخول الجيش الإيراني من الشرق لحمايتها! ومنصورة يابغداد !
مقالات اخرى للكاتب