يعاني الشعب العراقي من توالي شخصيات سياسية فاسده تسببت بهدر المال العام لغاية اللحظة، الامر الذي اثار غضب الشارع، معبرا عن ذلك بتظاهرات سلمية منددة بالفساد، لم تلق اهتماما حكوميا رغم استمرارها لشهرين، بل ذهب الامر الى ابعد من ذلك من ممارسات قتل واختطاف طالت النشطاء من الشباب.
لهذا الصمت الحكومي اسباب، منها أن الجميع شركاء بالفساد والملفات متعلقة بعضها ببعض، ولان الدكتور حيدر العبادي رئيس السلطة التنفيذية والمسؤول المباشر المتغاظي عن الفساد اذكر ما قام به دولة الرئيس خلال الفترة التي شغل فيها مناصب في الدولة العراقية، في حلقات واضعا الحقيقة امام انظار شعبي المغلوب على امره، وهي ان الفاسد لايمكنه محاسبة الفاسدين.
استلم حيدر العبادي وزارة الاتصالات للفترة من ايلول 2003- حزيران 2004.
" ثلاثة ملايين دولار في جيب العبادي يدفع العراقيون ضريبتها حتى الان "
خبر تناقلته وكالات الانباء دون نفي او تعليق من العبادي حول هذا الملف، والخبر اكدته تقارير امريكية اصدرت من جهات عليا. وتشير مصادر ان السيد نوري المالكي هو من كشف خفايا هذا الملف للضغط على العبادي. كما انه ( العبادي ) سلم الاجواء العراقية بثمن بخس مقابل رشوة تلقاها من شركة اوراسكوم تليكوم.
كيف يمكن لمرتشي ان يقود البلد!! وكيف له ان يصلح او ان يحاكم الفاسدين وهو جزء من هذا الفساد، في كل مرة وعلى مدار عام كامل يصرح العبادي بمحاربة الفاسدين ولم نر فاسدا واحدا قد حوسب او اتهم رسميا بذلك. مع انه يذكر ارقام ويشير الى اشخاص ومن ثم يتراجع ليكون محط سخرية الجميع، واخرها وصفه " القائد الضرورة " لسابقه المالكي حيث اعلن انه لم يكن يقصد شخص السيد المالكي وانما قصد الرئيس السابق " صدام حسين ".
حاولت وحاول الكثيرون غيري من المتظاهرين والكُتاب واعلاميين وسياسيين ورجال دين انتقاد العبادي نقدا بناء، الا انه لا فائدة ترجا، فالفاسد لايمكنه محاسبة الفاسدين.
العبادي وفي تصريح في عام 2003 قال ( ان العراق بحاجة الى نظام الهاتف النقال لتعزيز امنه)!!! والجميع يعلم ان اغلب التفجيرات الارهابية التي راح ضحيتها الالاف من المواطنين تمت عن طريق الهاتف النقال وذلك بسبب عدم وجود رقابة امنيه لتعزيز الامن ضمن شروط العقد المبرم مع شركة اوراسكوم تليكوم.
ثلاثة ملايين دولار رشوة، واهدار المال العام عبر السماح باستخدام الاجواء العراقية بثمن بخس، وتشتيت القدرة الامنية بسبب عدم وجود رقابة امنية على خطوط الهاتف النقال والتي تسببت بقتل الالاف، اولى مراحل الفساد التي خاضها السيد العبادي، وما خفي كان اعظم.
مقالات اخرى للكاتب