لا يزال الوضع في شرق حلب خطيرًا للغاية. يستمر إرهابيو جبهة فتح الشام ("جبهة النصرة" السابقة) ومسلحو المعارضة بقصف منتظم على أحياء سكنية ما يسفر عن الخسائر بين المدنيين. ويعاني أهالي المدينة من نقص في المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الأولية الأخرة.
في هذه الصدد اقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جينيف بإنشاء الممر الإنساني لمقاتلي "جبهة النصرة". وقال دي مستورا إنه قادر على مرافقة المسلحين إلى إدلب شخصيا إذا أرادوا مغادرة حلب بشكل أمن وبحفظ أسلحتهم.
أشار دي ميستورا إلى أن حسب تقديره يبلغ عدد مسلحي المعارضة حتى 8 ألاف شخص بالإضافة إلى نحو 900 مسلح "جبهة النصرة". وأعبر عن اعتماده بوقف قصف حلب الشرقية من قبل المسلحين حيث يعيش فيها 275 ألف مدني بينهم حوالي 100 ألف طفل.
بالطبع من المستحيل استضافة ممثلي الجماعة المتطرفة المتألفة من مؤيدي تنظيم "القاعد" في الأمم المتحدة. من جانبه ردد المسلحون على مبادرة دي ميستورا ونقلت صحيفة "العربي 21" المصرية من متحدث رسمي لحركة "جبهة النصرة" حسام الشافعي قوله بأن اقتراح دي ميستورا بإجلاء المسلحين من حلب ليس جديد وقد صدرت التصريحات مثل هذه على لسان الرئيس السوري بشار الأسد والمندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري.
اعتمادا على تصريحات "جبهة النصرة" بكراهتها تجاه النظام السوري يمكن افتراض أن المسلحين سيرفضون دعوة دي ميستورا لإفراغ حلب. إن الإرهابيون ليس لديهم اهتمام في حياة الألاف من المدنيين لأن "جبهة النصرة" لا تقاتل من أجل الشعب السوري.
في هذا السياق يعتبر اقتراح فرنسا حول الحظر الجوي فوق حلب مستغرباً. كما يبدو أن الدول الأوروبية لا تعتزم القضاء على الجماعة المتشددة لأنه سيسمح الحظر الجوي للمسلحين بإعادة الترتيب والتسليح.
سيثير رد الولايات المتحدة على اقتراح دي ميستورا اهتمامًا خاصًا. حتى الآن لا نعرف اذ الأمريكان قادرون على تغيير قرار الجماعة المتطرفة التي تعامل بالتنسيق مع ما يسمي بالمعارضة المعتدلة المدعومة من قبل البيت الأبيض. وبالجدارة يُحدد مصير حلب ليس في جلسات الأمم المتحدة فحسب بل خلف كواليسها.
مقالات اخرى للكاتب